الأحد، 1 مايو 2011

سوق الخميس التاريخي في القطيف..



سوق الخميس التاريخي في القطيف.. 


http://www.aawsat.com/2009/02/13/images/ksa-local6.506847.jpg
للوهلة الأولى تقف مندهشاً من تلك «المرأة الستينية»، أو تلك التي تكبرها قليلاً في «سوق الخميس»، فالنساء هنا ورغم أنهن متقدمات في السن، إلا أنهن يحببن العمل؛ لكسب قوتهن وإبراز قدراتهن الذاتية والفنية، وشعورهن بأنهن يؤدين عملاً في الحياة.
تربية وعمل
ثقافة تتحلى بها «أم محمد»، و»أم حسن» -اللتان تبيعان في السوق منذ نحو (30) عاماً-، حيث تبدي «أم محمد» عدم رضاها عن حال المرأة اليوم، فهي ترى بأن المرأة في عالم اليوم تفضل الجلوس في المنزل، بينما يذهب الرجل للعمل، مضيفةً: «سابقاً كان النساء يعملن ويربين الأولاد، وهو ما يؤكد على قوة صلابتهن في مواجهة ظروف الحياة».
تشتد السواعد
وليس بعيداً عن طموحات الرجل، تشتد سواعد النساء في العمل الشاق، لتصل بضائعه في نهاية المطاف إلى يد الزبون القادم من مناطق عدة ل»سوق الخميس التاريخي»، الذي يزيد عمره عن ال(250) عاماً، اتخذ خلالها أنماطاً اقتصادية مختلفة ومتغيرة عبر الزمن الذي تتسابق الموضات التجارية له.
ليس عيباً
وتقول «أم محمد»: إن العمل ليس عيباً على المرأة، فقبل عملي في السوق كنت أعمل في المزرعة، مؤكدةً على أن عملها الحالي في السوق يكفيها سؤال الناس، ويجعلها رغم كبر سنها لا تحتاج إلى أحد، مضيفةً أن عملها في السوق لأعوام عدة مكنها من فهم ما يريد الزبون، ذاكرةً أنها تصنع الحرف اليدوية التي لا يقبل عليها الناس، إلا في سوق الخميس، مشيرةً إلى أنه في خارج السوق قد تبيع «قُبعة» أو اثنتين في أسبوع كامل، بيد أنك ستتمكن من بيع «قبعات» كثر خلال ساعات هنا في السوق.
«رسوم المظلات» تجبر البعض على عرض بضاعته في «الأجواء المكشوفة»!
لقمة عيش
أما جارتها «أم حسن» التي تصغرها سناً، فتقول: قبل مدة من الزمن حصلت على موقعي في السوق، بعد أن توفيت امرأة كانت تبيع في نفس الموقع، مؤكدةً على أنها مرتاحة من مجاورة «أم محمد»، مضيفةً أن بعض البائعات الأُخريات اللاتي تشاهدهن في السوق «عنيفات» ويتصرفن مع بعضهن في شكل منافس إلى حد كبير، وهو ما يدخل بعض الضغائن في القلوب»، ذاكرةً أن الجميع يريد أن يحقق هوامش أرباح تعينه على توفير لقمة العيش له ولأبنائه.
محمد ينتظر زبائنه لبيع الطيور
سياح غربيون
وعن الحرفة التي تعمل فيها، أوضحت أنها حصلت على الخبرة من والدتها - رحمها الله -، كما أن الخبرة تنتقل من جيل إلى جيل، مبينةً أن الحرف اليدوية التي تعرف شعبياً ب»سف الخوص» وصنع القبعات منه أو «الحصير» في طريقها إلى الانقراض، كما أن السياح الغربيين يشترون الكثير منها، بل ويتعجبون من عملها من قبل نساء مسنات يجلسن في الشمس ليبعن مثل هذه الأشياء، لافتةً إلى أن مهنتهن تعطي السوق طعماً خاصاً، فالملابس بجميع أنواعها تتوفر خارج السوق، وأدوات المطابخ وكل ما يخطر في البال يتوفر بنسبة كبيرة خارج السوق، بيد أن «قبعاتنا» و»حصرنا» وأشياء تستخدم في السباحة صنعناها يدوياً، ولا تتوفر إلا لدينا.
توقيع خاص
وتذكر «أم حسن» أن سائحاً أمريكياً يتحدث العربية قليلاً قال لها: «عليكِ أن تضعي لكِ توقيعاً خاصاً بك على ما تصنعين»، مضيفةً: «منذ ذلك اليوم أصبحت أضع لي علامة على القبعات»، وعن تاريخ مهنتها تقول: في السابق كان آباؤنا يصنعون «السلال» و»القلال» ب»سعف النخيل»، وهي مهنة قديمة توارثناها وتعلمتها منذ صغري، مبينةً أن السلة الواحدة تستغرق منها ما يقرب الأسبوعين وتبيعها ب(60) ريالا، أما الكبيرة منها فتباع حسب نوعها، فإن كانت مصبوغة باللون الأحمر، فسعرها يكون (80) ريالا، وإن لم تصبغ ف(70) ريالا.

منافسة الرجال
ومع أن بائعات الحرف اليدوية يعتمدن في تسويق منتجاتهن على أسلوبهن الفني، إلا أن بائعي «الفخاريات» من الرجال يحققون هوامش أرباح من بيعها.
يقول «أبو صلاح»: من المشاكل التي تواجهنا أن بعض المناطق في السوق مكشوفة وليس بها مظلات تقي من المطر أو الشمس، كما أننا نتعب في فصل الصيف من الشمس؛ لأننا لا نجلس ضمن المظلات التي خصصتها البلدية لباعة السوق، بل في المنطقة المكشوفة، الأمر الذي تتفق فيه «أم محمد» التي اعتادت على ضرب الشمس في فصل الصيف، وتقول: إن فصل الصيف العام الماضي كان حارقاً بشكل أكبر من أي عام مضى، مشيرةً إلى أنها تخشى من ازدياد الحرارة والرطوبة في هذا العام، ذاكرةً أنها لا تستطيع أن تجلس تحت المظلات؛ لأن لها أصحابها من ناحية؛ ولأن عليها رسوماً لا تستطيع دفعها للبلدية، ما يجعلها تجلس قرب سور السوق.

بائع يعرض الملابس للزبائن
الصغار يبيعون
وعلى رغم من منافسة الكبار، إلا أنك تجد صغار السن منهمكين في تجارتهم، يقول «محمد علي» - بائع صغير في السن -: أبيع الدجاج المنزلي منذ أن كان عمري سبعة أعوام، ويتحدث «حسين الهجهوج» -15 عاماً ويبيع «الكلاب البوليسية» التي خبر تدريبها من والده -، قائلاً: يبلغ سعر الكلب نحو (4500) ريال، مضيفاً أنه يزداد الطلب على الكلاب التي تستطيع خوض المصارعة، فهناك أسعار تتجاوز ال(15) ألف ريال للكلب الواحد.
يشار إلى أن سوق الخميس التاريخي يباع فيه مختلف أنواع الحيوانات، منها «السحالي» التي تباع بنحو (50) ريالا، كما تباع فيه «القرود» الصغيرة، ومن الطيور تباع «الصقور» و»الحمام»، الأمر الذي يجلب الكثير من الزبائن للسوق.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More