الأحد، 1 مايو 2011

سوق الخميس في القطيف

سوق الخميس: «كرنفال» للتسوق برائحة التاريخ


يمثل سوق الخميس بمحافظة القطيف بالنسبة للأهالي كرنفالا احتفاليا مميزا فهو من حيث الوصف يعتبر معلماً من معالم السياحة بالمنطقة الشرقية فضلا عن عوائده المالية الجيدة التي يجنيها أصحاب البسطات من بيعهم لبضاعتهم لأنه هناك بعض العوائل تعتمد اعتمادا كليا على الدخل الذي يكسبونه من بيع بضاعتهم.
ويحتوى سوق الخميس بالقطيف والذي يمتد عمره على حسب الروايات التي رويت لنا من قبل كبار السن الموجودين في السوق أكثر من مائة عام والذي كان له أكثر من موقع حيث بدأ في وسط مدينة القطيف وبعد فترة انتقل الباعة إلى موقع آخر بسبب ازدحام المباني السكانية إلى أن استقروا في هذا الموقع الذي هم فيه الان والذي تم تهيئته من قبل بلدية القطيف على مساحة إجمالية تتجاوز تقريبا 20 ألف متر مربع، واللافت للانتباه أن السوق لم يتوقف طوال هذه المدة مهما حدث من ظرف على أكثر من 300 بائع مبسط منتشرين على جانبي السوق و في الوسط وبعض مواقع العبور المخصصة للزوار حيث يتوافدون من الساعات الأولى من صباح كل خميس لعرض منتجاتهم بشكل بسيط وتتهافت الناس عليهم من كل حدب وصوب لشراء المتميز.
ويتسابق أصحاب هذه البسطات في ليلة الأربعاء لحجز أماكن لهم بشكل عشوائي وغير منظم يرتاده أسبوعيا أكثر من خمسة آلاف زائر وزائرة ومن جميع الجنسيات العربية والجاليات الأجنبية المتواجدة في البلد، لأنهم يجدون فيه متنفسا لهم لاستذكار الماضي الذي ولى ويأملون في استمراره فهو يضم أدوات التراث الشعبي القديم التي كانت تصنع مثل الأواني الفخارية كذلك باعة الأواني المنزلية القديمة مثل الدلال والسراج وباعة الخواتيم والمسابح و منتجات سعف النخيل من سلال وحصير وسفر ومكانس ومراوح ومقشات وغيرها كذلك بيع الشتلات النباتية المحلية مثل الليمون واللوز والرمان والتين والنخيل كذلك الصناعات الخشبية البسيطة التي تستخدم للزينة والديكور كذلك يوجد مكان لبيع الطيور بأنواعها المختلفة كذلك مكان لبيع الكلاب والثعابين إضافة إلى أماكن بيع الحلويات الشعبية والمكسرات والخضراوات المحلية والملابس الجاهزة وأشرطة الكاسيت،بالإضافة إلى العديد من المعروضات القديمة التراثية كالعملات المعدنية والطوابع.
وأهم ما يميز السوق عن غيره أن جميع الباعة رجالا ونساء هم من كبار السن فهو بمثابة مهرجان للتسوق حيث يفترشون غالبيتهم أرضه المكشوفة إ لا جزء منهم تغطي المظلات بضاعته، تجدهم يتسابقون في الاسعا ر في تنافس شريف يجذبون المتسوقين والمستثمرين واللافت للنظر في سوق الخميس أن الزوار في تزايد في كل أسبوع ولم تمنع الزوار والبائعين الأجواء الحارة والرطوبة التي تشهدها المنطقة الشرقية هذه الأيام وتعتبر المنتجات التي تعرض في سوق الخميس من الصناعات الشعبية التي مازالت قائمة فهي تعكس مهن أهل المحافظة وتدل على وفرة التنوع المعيشي والقطيف مشهورة بكثرة أشجار النخيل والبساتين وصيد الأسماك واستخراج اللؤلؤة وصناعة المنتجات الفخارية والخشبية ومنتجات سعف النخيل.
تراث
ويقول بائع السبح والخواتيم علي عبد الكريم الذي يبلغ من العمر 60 سنة أنه بدأ بتجميع الخواتم والسبح منذ أن كان عمره 17 سنة حتى استطاع جمع ما هو قديم وعرضها في سوق الخميس وأ حرص على عرض بضاعتي رغم التطور الذي تشهده المنطقة الا إن بعض هؤلاء الباعة ما زالوا متمسكين بتراثهم القديم الذي يمثل لهم متنفسا. ويضيف عبد الكريم بأن سوق الخميس يشغل حيزا واسعا من وجدان أهالي المنطقة الشرقية ولاسيما أهالي القطيف لما لهذا السوق الأسبوعي من حنين يدفع بالصغير قبل الكبير لزيارته, حتى أن كبار السن في القطيف لا يذكرون يوم الخميس ألا بأنه يوم السوق فتجد في كل صباح من يوم الخميس تتسابق أقدام أهالي محافظة القطيف نحو سوقهم التراثي الوحيد الذي تربطهم به علاقة الماضي الجميل.
إقبال
وينوه عبد الكريم أن الإقبال في السابق كان مقتصراً على أهالي محافظة القطيف أما الآن فالسوق يحظى بإقبال كبير من مختلف المدن من الأحساء والدمام والخبر والجبيل والبحرين للبيع أو الشراء كذلك بعض الجاليات الأجنبية المقيمة في المنطقة الشرقية إضافة إلى مجموعات سياحية أجنبية تأتي من مناطق مختلفة من أرجاء المملكة وأبناء دول الخليج المجاورة بغرض الشراء ويحرصون على المجيء أسبوعيا وخاصة في فصل الشتاء حيث تكون الأجواء باردة وتساعد على التسوق وقت أطول فالسوق يعتبر بالنسبة للكثير من الناس من التراث القديم الذي يجب المحافظة عليه.
ويؤكد بائع آخر وهو إبراهيم علي الأحمر ويبيع منذ أكثر من سبع سنوات أن غالبية الباعة يبيعون المنتجات المحلية المصنوعة بأيدهم بوفرة والتي تعتمد على الابتكار اليدوي والأشكال الموروثة كالصناعات الفخارية والخزفية وبأشكال جمالية تختلف حسب طبيعة استخدامها وغيرها. وبين إبراهيم الأحمر أن هذه الأيام اصبح السوق يضم الكثير من البضائع المستوردة وهي كثيراً ويحتاجها الأهالي مثل الملابس الرجالية الجاهزة ونسائية وولادية كذلك الأقمشة المختلفة والأدوات المنزلية وأدوات الكهرباء والإلكترونيات والساعات وأجهزة التلفون. ويضيف الأحمر أن غالبية منتجات سعف النخيل والأشكال التي تصنع منه تتم بواسطة مجموعة من النساء يتنافسن في عرض هذه المنتجات وهي بالتأكيد من صنع وإبداع أيديهن وتشمل المنتجات القبعات واقفاص وسلال ومنتجات أخرى متنوعة للاستخدامات المنزلية.
عملات
أبو حسن بائع أواني منزلية ذات الطابع القديم ولديه عدد ليس بالقليل من العملات النقدية القديمة كذلك لديه عدد من السيوف والخناجر القديمة وبعض الصور يقول أنه في السوق منذ أكثر من أربع سنوات وبضاعته جمعها لأنه يعشق جميع ما هو قديم. ماجد العمري وهو مربي حمام ولديه جميع أنواع الطيور ويهوى اصطياد الثعابين بجميع أنواعها والمحافظة عليها يقول أن سوق القطيف يعتبر الوحيد الذي تباع فيه الكلاب و والثعابين غير السامة وهو يحرص على الحضور أسبوعيا لعرض جميع ما لدية والالتقاء بأصدقائه.
استمرار
أما أم ماجد وهي بائعة لمنتجات سعف النخيل منذ أكثر من خمس سنوات قالت أنني نادرا ما أنقطع عن القدوم للسوق منذ بدأت العمل فيه كذلك لم أعد أهتم ببيع منتجاتي اليدوية من السلال كما كنت في السابق لأن حضوري للسوق هو من أجل المحافظة على ذكرياتنا القديمة التي أصبحت الان في نظرنا أحلام. وإضافت أم ماجد أنها تعتز بعرض بضاعتها ولو أعادتها كاملة إلى منزلها دون أن يشتري منها أحد سلة واحدة وتبين أنها كثيرا ما عادت إلى منزلها تحمل بضاعتها دون أن تبيع قطعة واحدة منها. وتضيف أم علي بأنها تشتري سعف النخيل من المزارعين بسعر الربطة حيث يصل قيمة الربطه إلى خمسين ريالا حيث نقوم بترتيبها ووضعها في أماكن آمنة في البيت حتى لا تتعرض للتلف وخلال الأسبوع نقوم بسف الخوص وعمل الأشكال الجميلة وبيعها على بعض الزبائن الذين يهتمون بمثل هذه الأعمال. وتطالب أم علي وهي أمرأه في العقد الخامس من عمرها الجهات المختصة بتوفير مظلات مخصصة للنساء تقيهن حرارة الشمس والرطوبة في فصل الصيف وبرودة الجو وهطول الأمطار في فصل الشتاء أسوة بالباعة الرجال الذين تم توفير المظلات لهم. ويقول رجل في الستينات من العمر وهو بحريني الجنسية أنه منذ 15 عاما وهو يجيد صناعة النرجيلة و أدوات التدخين القديمة بجميع الأشكال التراثية.
زائرين
ويبين فؤاد المرهون احد البائعين أنه بدأ العمل في سوق الخميس منذ أكثر من10 سنوات واصفا عملية البيع والشراء في السوق بالعمل الشاق حيث إنها تعد من أكبر الأسواق الأسبوعية في المملكة نظرا لكثرة زوارها وكثرة البائعين فيها, مضيفا بأن السوق تشهد إقبالا متزايدا من المتسوقين خاصة في المواسم والاجازات, مطالبا الجهات المسؤولة بتنظيم جيد لعملية توزيع البسطات والمحلات حيث تطغى عليه الفوضوية. وتحدث وليد بوعبيد وهو أحد الزوار الذي يسكن في أحد المناطق القريبة من محافظة القطيف والذي يحرص على زيارة السوق أسبوعيا بقوله إنني حريص على المجيء لسوق منذ ما يقارب أكثر من 5 سنوات حيث أقطع مسافة ساعة ونصف بالسيارة من كل أسبوع بغرض التسوق لأنه يختلف عن غيرة من الأسواق خاصة من ناحية الأسعار التي وصفت بأنها أقل تكثير من الأسواق الأخرى.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More