صورة لقلعة جزيرة تاروت

وهي من الآثار المشهورة فيها

صورة من آثار جزيرة عشتار

وجد كثير الأدوات الأثرية فيها خلال هذه القرون حتى يومنا هذا وهو أمر ينذر حدوثه في الكثير من المناطق الأثرية في العالم

اشتهرت الجزيرة بصيد اللؤلؤ

وهي صناعة اندثرت تقريباً مع ظهور البترول في المنطقة

يتوسط الجزيرة قلعة محاطة ببساتين النخيل

واليوم أصبحت مدينة كبيرة وأثر التوسع العمراني على وجود بساتين النخيل بشكل خطير

صورة أخرى للقلعة محاطة ببساتين النخيل

وهذه الصورة قديمة ولكنها لونت ببرنامج خاص

الصورة السابقة للقلعة محاطة ببساتين النخيل

وهذه هي الصورةالأصلية التي لم يتم تلوينها

أيضاً صورة قديمة أخرى للقلعة

وهي صورة قديمة كما يظهر

اشتهرت جزيرة تاروت بعينها الكبريتية

وكانت محط أنظار السواح ، والباحثين عن العلاج

صورة أخرى للقلعة الشهيرة في الجزيرة

واليوم جدد بناءها بصورة سيئة لا تناسب مكانتها التاريخية

صورتين في صورة من جزيرة عشتار

الأولى بين الطريق الغربي التجه للجنوب والذي يمر بجوار قلعتها الشهيرة

صورة للعين الكبريتية في الجزيرة

وهذه العين من العيون الكبريتية والتي تقع أسفل القلعة والتي كانت تغذي كل الجزيرة

صورة قد تم تلوينها لمدخل القلعة من جهة الشمال

ويعتبر المركز الرئيسي لنشاط السكان التجاري وزوار الجزيرة

صورة قديمة لمدخل القلعة (الديرة) والذي يقع في الجهة الشمالية

ويشاهد صورة بعض السواح والذين كثيرا ما كانوا يقصدون الجزيرة لطبيعتها الجميلة وهواءها النقي

صورة قديمة أخرى لقلعة تاروت

وقد أخذت من الجهة الغربية ويرى فيها مبنى وسيارات بلدية الجزيرة

صورة أخرى من الجزيرة

وقد أخذت من الجهة الغربية ويرى فيها القلعة ويظهر فيها مبنى البلدية وجانب من السوق

صورة قديمة أخرى من الجزيرة

ويظهر فيها حمام تاروت الذي ينبع من العين ومسجده الشهير ومن الخلف القلعة

صورة قديمة أخرى من الجزيرة

ويظهر فيها القلعة من الجهة الغربية

صورة قديمة أخرى من الجزيرة

ويرجع تاريخ هذه الصورة لعام 1960 ميلادي

الاثنين، 28 مارس 2011

مسيقى إيرانية


المسيقى الإيرانية الرائعة
باران عشق 
 مطر العشق  

Rain of Love

















غرفة غرفة بحرين نيشن

الخميس، 17 مارس 2011

تاريخ قلعة تاروت Tarut Castle

http://i2.ytimg.com/vi/1OnAM9pdX70/default.jpgتاروت قد أخذ اسمها من عشتار أو أشتار أو إشتار أو عشروت أو عشتاروت وهي آلهة الحب والحرب عند البابليين والكنعانيين ومنهم الفينيقيين. وترمز بشكل عام إلى الآلهة الأم الأولى منجبت الحياة، وكان أحد رموزها الأسد.
كانت الجزيرة تاروت هي أهم مراكز مملكة دلمون وصاحبة الدور الكبير في تاريخ المنطقة خلال أكثرمن ثلاثة آلاف سنة سبقت الميلاد وأن الاستقرار البشري استمر فيها بكل عنفوان ونشاط دللت عليه المعثورات الأثرية فيها خلال هذه القرون حتى يومنا هذا وهو أمر ينذر حدوثه في الكثير من المناطق الأثرية في العالم. وكان لها الدور الأكبر في الحياة التجارية في الخليج تعتمد عيها بلاد الرافدين وبقية المنطقة الساحلية في شرقي شبه الجزيرة العربية ولها علاقات وطيدة مع الكثير من المناطق المتحضرة في المنطقة.






الأحد، 13 مارس 2011

تاريخ قلعة تاروت Tarut Castle

http://i2.ytimg.com/vi/1OnAM9pdX70/default.jpgتاروت قد أخذ اسمها من عشتار أو أشتار أو إشتار أو عشروت أو عشتاروت وهي آلهة الحب والحرب عند البابليين والكنعانيين ومنهم الفينيقيين. وترمز بشكل عام إلى الآلهة الأم الأولى منجبت الحياة، وكان أحد رموزها الأسد.
كانت الجزيرة تاروت هي أهم مراكز مملكة دلمون وصاحبة الدور الكبير في تاريخ المنطقة خلال أكثرمن ثلاثة آلاف سنة سبقت الميلاد وأن الاستقرار البشري استمر فيها بكل عنفوان ونشاط دللت عليه المعثورات الأثرية فيها خلال هذه القرون حتى يومنا هذا وهو أمر ينذر حدوثه في الكثير من المناطق الأثرية في العالم. وكان لها الدور الأكبر في الحياة التجارية في الخليج تعتمد عيها بلاد الرافدين وبقية المنطقة الساحلية في شرقي شبه الجزيرة العربية ولها علاقات وطيدة مع الكثير من المناطق المتحضرة في المنطقة.

الأربعاء، 9 مارس 2011

اللهجات المحلية في الخليج

اللهجات المحلية في الخليج (17) ( اللهجة في القطيف مثالاً )
السيد شبر علوي القصاب  - 17 / 10 / 2007م - 5:39 م - العدد (39)

http://3.bp.blogspot.com/_rsdEQ-L_evA/Tb1fHuafdLI/AAAAAAAAAyA/zIAHsHjIi5Q/images.jpg أسماء الألوان
 كانت الغالبية من أهل الواحة في ما مضى تستعمل لفظ: (رَنْگْ) الفارسي بمعنى اللون الخارجي للشيء، أو اللون المادي المحسوس، ويجمعونه على: (أَرْنَاگْ) كما في قولهم: (أَشْكَالٍ وُْأَرْنَاگْ)، أما لفظ (لون) لذات المعنى فهو محدث في اللهجة لم يكن معروفاً إلا مع وجود المدارس النظامية الحديثة، وقد شاع هذا اللفظ المحدث الآن حتى كاد يغلب القديم، ولاسيما عند المحدثين. 

والألوان في اللهجة منها ما هو معروف في اللغة مثل: (أَبْيَضْ)، (أَسْوَدْ)، (أَزْرَگْ) (أَزْرَكْ)، (أَصْفَرْ)، (وَرْدِيْ)، (أَسْمَرْ)، (أَخَضَرْ)، (أحْمَرْ)، وينطقان: (خَضَرْ)، و(حَمَرْ) بحذف الهمزة من أولهما في لهجة بعض النواحي كما سبقت الإشارة إليه في الحلقة الأولى من هذا البحث، وبما أنها محل اتفاق بين اللهجة، واللغة فلا حاجة لبيانها، وإنما يلزم التطرق إلى أسماء الألوان التي اختصت بها اللهجة، أو الموجودة فيها من اللغة، ولكنها قد تكون غائبة عن أذهان بعض الناس، ولاسيما المحدثين، فلربما عدت تسميات عامية، وهي في الأصل فصيحة، وفي ما يلي بيانها، وأبدأ بما وجدت تفسيره في اللغة مطابقاً للهجة، أو قريباً منه:
* (أَسْحَمْ)، والأسحم في اللغة: الأسود، وقال الليث: السُّحْمَةُ: سواد كلون الغراب الأَسْحَمِ، وكل أَسود أَسْحَمُ(1).

* (أَفْحَمْ)، ويعني في اللهجة: الأسود الغامق، والفاحِمُ في اللغة من كل شيء: الأَسود بَيِّن الفُحومة، ويُبالَغ فيه فيقال: أَسود فاحم(2)، وأنت ترى أن المعنيين متقاربان. 

* (أَدْغَمْ)، والدَّغْماءُ في اللغة من النِّعاج: التي اسودت نُخْرتُها، وهي الأَرْنَبَةُ، وحَكَمَتُها، وهي الذَّقَنُ، وفي الحديث: أنه ضَحَّى بكبش أَدْغَمَ؛ وهو الذي يكون فيه أدنى سواد، وخصوصاً في أَرْنَبَته وتحت حَنَكِه؛ وقيل: الأسود مع عِظَمٍ(3). 

* (أَطْلَسْ)، والأَطْلَسُ في اللغة: الأَسودُ، والوَسَخُ، وذئب أَطْلَسُ: في لونه غُبْرةٌ إِلى السواد وكل ما كان على لونه فهو أَطْلَسُ(4).
* (أَمْلَحْ)، أي: كلون الملح المغبر، ويقابله الرمادي الآن، أما الأَمْلَحُ في اللغة فهو ما كان بياضه تشوبه شعرات سود(5)، وأنت تعلم أن اللون الرمادي عنصراه اللونان الأسود والأبيض.

* (أَرْبَدْ)، والرُّبْدَة بالضّمّ الغُبْرَة، أَو لَونٌ إلى الغُبْرَةِ، وقال أَبو عُبَيْدةَ: هو لَوْنٌ بين السَّوادِ والغُبْرة والرَّبداءُ من المَعَزِ: السَّوْداءُ المُنَقَّطَةُ بِحُمْرةٍ(6). 

* (أَبْرَگْ)، وهو في اللهجة كما هو في اللعة: كلُّ شيء اجتمع فيه سواد وبياض(7) فهو أبرق.

* (أَشْهَبْ)، والشُّهْبةُ في اللغة: لَونُ بَياضٍ يَصْدَعُه سَوادٌ في خِلالِه؛ وقيل: البَياضُ الذي غَلَبَ على السَّوادِ(8).

* (أَرْگَطْ)، والأَرْقَطُ في اللغة: هو الذي فيه سواد يشوبُه نُقَطُ بَياضٍ، أَو بياضٌ يشوبُه نُقَطُ سوادٍ، ودجاجة رَقْطاء إذا كان فيها لُمَعٌ بِيضٌ وسُود(9)، ومنه قول أهل اللهجة لغزاً في الرسالة: (دْيَاجَتِيْ يَا الرَّگْطَا تْنُطْ البَحُرْ فِيْ نَطَّهْ). وقد يقال في اللهجة (لِمْرَنْگَطْ)، وهو المرقط، وفك الإدغام بإبدال أحد التضعيفين نوناً فصار كما ترى. 

* (أَدْخَنْ)، أي: كلون الدخان، وهو الرمادي الفاتح المشوب بزرقة خفيفة، وهو نادر الاستعمال، وفي اللسان: أَصل الدَّخَن أَن يكون في لَوْن الدابة أَو الثوب كُدْرة إلى سواد؛ ولا أَحسبه إلا من الدُّخان(10). 

* (طهما)، ولم اسمع له في اللهجة بمذكر، ومنه قولهم في الأحجية عن الجحة في رواية بعض النواحي: (غُِبَّةٍ طَهْمَا وُْدَاخِلْهَا عَبِيدْ)، يريدون بذلك: أنها كلجة البحر السوداء التي لا يعرف قرارها، وأولها من آخرها، وقد يستعمل للخيل، فيقال: (فَرَسْ طَهْمَا)، وعن أبي سعيد: الطُّهْمَةُ والصُّهْمَةُ في اللون: أن تُجاوِزَ سُمْرَتُه إلى السواد، ووَجْهٌ مُطهَّمٌ إذا كان كذلك(11). 

* (أَعَطرْ)، وهو الأشقر المشوبة شقرته بحمرة، ولا يبعد هذا المعنى في اللغة، فقد قال أَبو حنيفة: المُعْطِرات من الإِبل التي كأَنَّ على أَوبارِها صِبْغاً من حُسْنها؛ وقال ابن الأَعرابي مِعْطِيرٌ: حمراء طيّبة العَرَق(12)، وتسهل همزته عند ذوي الانتماء القبلي فيقال: (عَطَرْ)، وقد يقرن عندهم بلفظ: (حَمَرْ) فيقال: (حَمَرٍ عَطَرْ) في وصفهم للمليح الصافي البشرة، وأكثر ما يستعمل عند البقية من أهل اللهجة: للمعز، ومنه قولهم في الشتم: (لا يَا وَلْدْ العَطْرَا)، ومن أهازيج الأطفال في المطر: (مَطَرَتْ الَْمَطْرَهْ عَلَى شَبَابْ الْعَطْرَهْ)، والمؤنث من هذه الأسامي المتقدمة كلها على وزن: (فعلا)(فعلاء) كمثل آخرها.

* (سِنْگَاحْ)، ويعني الأسود القاتم، والانثى: (سنگَاحه)، وهو مختص بألوان البشر، وكان السيد جعفر الأسود بن محمد بن موسى بن عبد الله بن الإمام موسى الكاظم A يلقب بـ(زنقاح)، وفي بعض الكتب مثل: (الغدير): الأسود الملقب بارتفاح(13)، ولعله تصحيف بسبب النقل أو النسخ. 

* (مْبَرْگَشْ) بالگاف الفارسية، أو التميمية، والبَرْقَشَة كما هي في اللغة: شبه تَنْقيش بأَلوان شَتَّى وإِذا اختلف لون الأَرْقَشِ سُمي بَرْقَشَةً، وأَصله من (أَبي بَراقَشَ)، وهو طائر منقط بألوان النقوش يتلون في اليوم ألواناً يضرب به المثل في التلون، ويشبه به المتلون، فيقال: (كأنه أبو براقش)(14).

* (مْبَگّعْ)، والبَقَعُ والبُقْعةُ: تَخالُفُ اللَّوْنِ، وقيل: الأَبقع ما خالَط بياضَه لونٌ آخر، وغُراب أَبقع: فيه سواد وبياض، ومنهم من خص فقال: في صدره بياض، وقيل: البَقْع التي اختلطَ بياضها وسوادها فلا يُدْرَى أَيُّهما أَكثر، والبَقَعُ في الطير والكلاب: بمنزلة البَلَقِ في الدوابّ(15). 

* (فَوَّتِيْ) بلفظ المنسوب إلى الفوة، أي: كلون الفوة، و(الفُوَّة) تعربب للفظ (بُوَيَهْ) الفارسي، وهو عُروق نبات يستخرج من الأَرض يُصبغ بها، في رأْسه حَبٌّ أَحمر شديد الحمرة كثير الماء يكتب بمائه وينقش(16)، وهو كما ترى في اللغة بضم القاف، بينما في اللهجة بفتحها، وقد سقط عند المحدثين، أو كاد حتى عند أبناء الجيل السابق، وحل محله: الـ(بنفسجي). 

* (مْزَرْيَبْ) بصورة اسم المفعول، أي: المطوق بالزِّرْيَابُ، والزرياب بالكَسْر: الذَّهَبُ أَو مَاؤُه، فهو مُعَرَّبٌ من زَرْآب بالفتح، أُبْدِلَتِ الهَمْزَةُ ياءً للتَّعْرِيب(17)، وكان يستعمل للأواني الخزفية والزجاجية، وقد سقط عند المحدثين، أو كاد حتى عند أبناء الجيل السابق.
* (قُرْمُزِيْ)، بلفظ المنسوب إلى القرمز، وهو بالقاف الفصحى في لهجة الغالبية، وقد يقال بالكاف، أو الگاف الفارسية في لهجة بعض النواحي، والقِرْمِزُ في اللغة: بالكَسر: هو صِبْغٌ إرْمَنِيٌّ أَحمَرُ يقال إنَّه يكون من عصارَةِ دودٍ يكون في آجامِهم، فارسيٌ مُعَرَّبٌ، وقيل: هو أَحْمَرُ كالعَدَس مُحَبَّبٌ، ويقال له بالعريية: دودة الصباغين، ويطلق القرمز أيضاً على ضرب من الحبوب يقال له بالتركية: (قرمز تخمي) أي: (بزر القرمز)، ويصبغون به الحرير(18)، وهو كما ترى في اللغة بكسر القاف، بينما في اللهجة بضمها، وكان يصبغ به محيط العينين، والوجنتان ليضفي على الوجه جمالاً، وقد كان طفل الجيل السابق يصبغ به البقعة البيضاء من وجنتي البلبل الذي يتلهى بتدريبه، ومما يذكر أيضاً: أن لفظ (المقرمزين) جمع (مقرمز) أي: المصبوغ بالقرمز كان يطلق على أهل إحدى النواحي الشمالية، إشارة إلى أنهم (حليوين)، ومتأنقون يتجملون بوضع القرمز على وجناتهم، وحول عيونهم، وهو مما كان يتندَّر به أهل الناحية المجاروة لهم من الجنوب يوم كانت النواحي تتبادل التندر والتشنيع كل واحدة على الأخرى، وربما تابعهم في ذلك بقية أهل الواحة، ويبقى السؤال مطروحاً: ما حاجتهم إلى صبغ مستعار إذا كان الصبغ ربانياً؟! بينما (المقرمزون) يسمون أهل الناحية المغايرة بـ(الملحان) جمع (أملح)، وقد تقدم معناه.

* (أَزْرَگْ سَمَاوِيْ): بلفظ المنسوب إلى السماء أي: كلون السماء، وهذه التسمية لها أصل قديم في اللغة، ومنها قول ابن نباتة المصري:
قالت صبابة مشغوف بزرقتها
دعها سـماويةً تمضي على قـدَر
ويعني: أزرق فاتح، ويسمى الآن: (مَائِيْ) نسبة إلى لون الماء في الطبيعة. 

* (خمري) بلفظ المنسوب إلى الخمر، أي: كلون الخمر، أي البياض المشرب بسمرة خفيفة مع حمرة، كما يحكيه الشاعر العراقي: (لَُونْ خَمْرِيْ لا سَمَارْ وُْلا بَياضْ)، وهو قليل الاستعمال الآن. 

أما بقية أسماء الألوان الموجودة في اللهجة فهي: 

* (مْگَلَّمْ)، وهو الملون بأكثر من لون، سمي بذلك لأن الألوان فيه تكون خطوطاً على هيئة القلم، وهو مختص بالقماش، وإذا كان الخط عريضاً سمي: (فِحّ)، وسمي قماشه: (مْفَحَّحْ).
* (أَچْلَحْ)، والأْچْلَحْ هو المغبر الذي ذهبت نضارته، وخبا بريقه، وأصل اللفظ: (كالح)، والأكلح بالكاف، وقد يتبع بلفظ: (أَمْلَحْ) على طريقة الإتباع اللفظي فيقال: (أَچْلَحْ أَمْلَحْ). 

* (أَدْحَمْ)، (في الكويت: أَدْعَمْ)، والحاء، والعين تتعاقبان في الكلمة، وهو الأسود المغبر، أو الأسمر القاتم المغبر؛ والمؤنث من هذين الاسمين على وزن: (فعلا)(فعلاء)، كمثل ما تقدم. 

* (أَسْوَدْ طَمْسْ)، وهو الأسود الخالص الذي لا يتخلله ولو جزء يسير من أي لون آخر، ولاسيما الأبيض، وكأنما طمس نوره فصار مظلماً قاتماً.

* (نَبَاتِيْ)، وهو المنسوب إلى النبات، أي: كلون النبات، وهو أبيض مائل إلى الصفرة، والنبات: رحيق يعصر من القصب، ويجمد بعد عقده بالنار دون تكرير(19).

* (بَصَلِيْ) بلفظ المنسوب إلى البصل، أي: كلون البصل: أبيض مشرب بحمرة، أو صفرة، وذان اللونان خاصان باللؤلؤ، وما جاء مشابهاً له، وربما لا يعرفهما إلا أهله. 

* (حَلَبِيْ)، أو (حَلِيبي) بلفظ المنسوب إلى الحليب، أي: كلون الحليب الأبيض المشرب بصفرة الدهن، أو الشاي، ويعني الأصفر الفاتح، ويقابله الآن الاسم الإنجليزي: (بيج) (Beige)، ويسميه بعضهم (سكري) أي: كلون السكر.

* (أَصْفَرْ رَارَنْجِيْ)، أو (أَصْفَرْ لُومِيَّهْ)، بلفظ المنسوب إلى الرَّارَنْجْ، أو اللومي، أي: كلون (النارنج)، أو لون الليمون الناضج، وتعنيان: الأصفر الفاتح، وقد جاءتا في قصص (ألف ليلة وليلة) في قول الصباغ أبي قير: >وأنا أصبغ... ألواناً مختلفة كـ(نارنجي)، و(ليموني)<(20). 

* (قَهْوَائِيْ)، أو (قَهْوَاچِيْ)، بلفظ المنسوب إلى القهوة، أي: كلون القهوة، والأول منهما فارسي أصله: (قهوه إي)(قهوه ئي)(21)، وأما الثاني فهو بزيادة اللاحقة التركية (چي)، والأصل: (قَهْوهْ چِيْ)، وهو إما أن يكون فارسياً أصيلاً، أو تركياً، ولا أدري إن كان قد دخل من اللغة التركية مباشرة، أم من الفارسية عن طريق اللغة التركية؟ والألف فيهما حادثة بالإبدال من الهاء الصامتة، وهما ينطقان في الغالب بالقاف العربية، كما جاءا عن أصلهما اللغوي، أما نطقهما بالگاف الفارسية فهو نادر، وقد سقطا الآن من الاستعمال، وحل محلهما لفظ (بني غامق)، أو (بني) مجملاً، ولا يعرفهما إلا من تقدم من أبناء الجيل السابق.

* (بَرَنْجُوشِيْ) (بَرَنْيُوشِيْ) بلفظ المنسوب إلى البَرنْجُوشْ (البَرَنْيُوشْ)، أي: كلون العيش البَرنْجُوشْ (البَرَنْيُوشْ)، وهو الأرز المحمر المطبوخ بالدبس، وهو لفظ فارسي مؤلف من مقطعين: (بَرِنْجْ) بمعنى: رز، و(جُوشْ) بمعنى: مغلي، ويعني حرفياً: الرز المغلي، ولكنه انصرف في اللهجة إلى المعنى المتقدم، ويقابله الآن: (بني فاتح). 

* (شَرْبَتِيْ) بلفظ المنسوب إلى الشربت، أي: كلون (الشربت)، والـ(شربت): لفظ تركي من أصل عربي من (شربة)، يعني العصير عامة، وينصرف في اللهجة إلى عصير الليمون البلدي (القطيفي) بصفة خاصة ما لم يذكر نوع العصير، وهو ينطق كما جاء من لغته الأصلية: (شربت)، وهو لون مغبر، وغالباً ما يوصف به قماش من نوع الشاش رقيق يشف عما تحته كان يلبس صيفاً لخفته، ومما جاء في أقوال النساء:
عَبَّاسْ شَدّ حْمَارَتِهْ رَاحْ الْمَنَامَهْ
شَارَتْ عَلَِيهْ مْرَيَّتِهْ خِدْ لُِكْ عْمَامَهْ
خِدْ لُِكْ وْزَارْ مْشَخْبَطِ حَگْ تِسْتَوِيْ حْلَِيوْ
خِدْ لُِكْ فْوَِيبٍ شَرْبَتِيْ حَگْ نَُومَةْ اللَِّيلْ
* (خَاكِيْ): وهو لفظ فارسي يعني اللون الترابي المنسوب إلى التراب(22)، وهو من الوان القماش.

* (حُنْطِيْ)، أو (حنطاوي): بلفظ المنسوب إلى الحنطة، أي: كلون الحنطة، ويعني في اللهجة الأسمر المشرب بحمرة خفيفة، وهو من ألوان البشر، وهو حديث الاستعمال لم يكن معروفاً من قبل، وقد يشكل على البعض فيجعله مرادفاً لـ(لِخْضَارِيْ)، غير أنك تجد بينهما فرقاً لو عقدت مقارنة بين التعربفين المثبيتن هنا، والأظهر أنه يرادف الـ(خمري) المتقدم. 

* (أَزْرَگْ بَِيدَجَانِيْ)(بَِيدَيَانِيْ) بلفظ المنسوب إلى الْبَِيدَجَانْ (البَِيدَيَانْ)، أي: كلون الْبَِيدَجَانْ (البَِيدَيَانْ)، أي: الباذنجان.
* (أَزْرَگْ نِيلِيْ) ويعني في اللهجة: (أَزْرَگْ غَامُگْ) يميل إلى السواد، أي: أزرق داكن.

* (أَخْضَرْ گَتِّيْ)، أو (أَخْضَرْ بَگْلِيْ)، بلفظ المنسوب إلى (اِلْگَتّ) (اِلْجَتّ)، أو (اِلْبَگِلْ)، أي: كلون (القَتّ) البرسيم، أو (الكراث)، وهو أخضر داكن، ويقابله الآن في لهجة المحدثين (زيتوني؟).

* (أَحْمَرْ بِنْدَِيرَهْ)، ويعني اللون الأحمر القاني، وهو من ألوان القماش وحسب، والـ(بنديره) لفظ إيطالي أصله: (Baneral)، ويعني العلم، ولما كانت كل أعلام إمارات الخليج يغلب عليها اللون الأحمر، لذا سمي القماش الأحمر، وكذلك العلم بنديره(23)، وقد يكون من: (Banderole) الإنجليزية على رأي الأستاذ عدنان العوامي بمعنى: راية صغيرة، أو شريط، أو عصابة مكتوب عليها كلامٍ مَّا، واستعمال هذه الاسم في الواحة عن طريق البحرين، لأنهم كانوا يستوردون كثيراً من البضائع عن طريقها، وقد سقط تداوله أو كاد الآن. 

* (رَصَاصِيْ)، أو (فُضِّيْ) بلفظ المنسوب إلى الفضة، أو الرصاص، أي: كلون الفضة، أو الرصاص.

* (دَهَبِيْ) بلفظ المنسوب إلى الدهب (الذهب)، أي: كلون الذهب، وهما محدثان في اللهجة.

وهناك بعض التسميات التي جاءت على صيغة: (مْفُوعُلْ)، أو (مْفُوعِلْ) للدلالة على تمازج الألوان، أو ميل أحدها للآخر، وقد ورد منها في اللهجة على هذا النحو ما يلي: (مْصُوفُرْ)، (مْحُومُرْ)، (مْخُوضُرْ)، (مْزُورُِگْ)، (مْبُويُضْ)، (مْسُووِدْ)، أو (مْسَاوِدْ)، وهي تقابل في اللغة على التوالي: مصفر، محمر، مخضر، مزرق، مبيض، مسود، ومثاله على الأولى: (أَبْيَضْ مْصُوفُِرْ) أي: أبيض مصفر، ومثاله على الأخيرة قول الشاعر الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة: (وُِالْحِنَّا لَِيْ خَطًَّوهْ وُْسَاوَدْ عَلَى الْچَفََِّينْ)، بالإضافة إلى: (مْلَُّولِحْ)، أو (امُّوَُلِحْ) (مُمَوْلِحْ)، (مْسُوُمُرْ)، وهما تعنيان الذي علته غبرة الملح، والمائل إلى السمرة، ولم أجد لهما مقابلاً في اللغة. 

كما يستعمل لفظ: (رَادْ) للدلالة على الميل، أو التشرب، أو الضرب، من (رَدّ)، والرد كما في اللسان: صرف الشيء ورَجْعُه(24)، وأقدر في اللهجة إنما قيل ذلك لانصرافه عن جهته إلى جهة أخرى، كما في قولهم: (رَادْ بِزْرُوگَهْ)، أما لفظ: (شْوَيَّهْ) فيعني: قليلاً، أو بعض الشيء، كـ(أَبْيَضْ رَادْ بِحْمُورَهْ)، أي: مشرب بحمرة، أو ضارب إلى الحمرة، وغالباً ما يكون اللون المائل إليه على وزن: (فْعُولَهْ)، غير أنه محصور بقولهم: (رَادْ بِحْمُورَهْ)، و(رَادْ بِزْرُوگَهْ)، و(رَادْ بِخْضُورَهْ)، ولا يتعداه إلى بقية الألوان؛ كما يستعمل لفظ: (غَامُگْ) للدلالة على الثقل في اللون، وقد عده الزبيدي في تاج العروس عامياً حيث قال: >وأما الغامِقُ، والغَميقة، بمعنى الثّقل في الألْوانِ فعامِيّة، ومن سجعات الأساس: لا يتْرُك الرُّطَبَ الى المُغَمَّق، إلا كُلُّ مُحمَّق<(25)، أما: (بَاهِيْ) في اللهجة فيعني العكس، أي: خفة اللون، أو اللون الفاتح، كما يعني: (الباهت) ويرادفه: (بَالُِگْ)، أي: باهت، وقد تقدمت أمثلة لهما، أما: (كَشَفْ) فيعني: نَصَل أي تغير لون الشيء إلى درجة أخف من درجته الأصلية، وعكسه: (صَبَغْ)، و(صَابُِغْ)، ويعني: تغير لونه إلى درجة أثقل من الأصلية، وأما (ضَنَسْ)، و(مُضْنِسْ)، وأحسبه من (الدنس) أي: الكدر، والوسخ فيعني: قتم واسود، أما (گَلَبْ) (كَلَبْ) أي: قلب فيعني: تبدل إلى لون غير لونه الأصلي، كما في قولهم في الدعاء على الشخص: (گَلَبْ (كَلَبْ) اللهْ كِشْرُِكْ)، أي: بدل لونه، والكشر هو القشر أي: الجلد، والبشرة أو الصبغة، وقد يعني هنا الهيأة، وهذا المعنى موجود في اللغة أيضاً، فالقَلْبُ كما في لسان العرب: تَحْويلُ الشيءِ عن وجهه.

وقد يعبر أهل اللهجة عن الأسمر المائل إلى السواد بـ(الأَخْضَرْ)، والأنثى (خَضْرَا)، وقد يقال: (خْضَارِيْ)، والأنثى: (خْضَارِيَّهْ) كما في الأغنية المشهورة التي تغنى في الأعراس:

يَا عَِينْ مَالِيَّهْ يَا عَِينْ مَالِيَّهْ
هَدِيْ سَبَبْ عِلَّتِيْ السَّمْرَا لِخْضَارِيَّهْ
وهو خاص بلون البشر، وهذا التعبير له أصل قديم في اللغة، ومنه تسمية العرب رستاق العراق وضياعها بالسواد، سمي بذلك لسواده بالزروع والنخيل والأشجار، لأنه متاخِم لجزيرة العرب التي لا زرع فيها ولا أشجار، فكانوا إذا خرجوا من أرضهم ظهرت خضرة الزروع والأشجار فيسمونه سواداً، كما إذا رأيت شيئاً من بعد قلت: ما ذلك السواد؟ وهم يسمون الأخضر سواداً، والسواد أخضر، كما قال الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب وكان أسود:
وأنا الأخضـر من يعـرفني؟
أخضر الجلدة من نسل العرب(26)
وقد يعبر عنه بـ(الأَزْرَگْ) إذا كانت سمرته تشع منها بعض زرقة، كما يعبرون عنه بصورة الجمع فيقولون: (زْرُوگَاتْ)، قال ابن سيده في تفسير قوله تعالى: ﴿نَحْشُرُ المُجْرِمينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً إِنما قيل زُرْقاً: لأَن السواد يَزْرَقُّ إذا ذهبت نواظِرُهم، كما يعبرون عن الأبيض ناصع البياض: بـ(أَبْيَضْ فُگْشْ)، كالشي الذي فقش (فقس) فخرج بياض بطنه، وربما كانت كلمة (فُگْشْ) تعني لب الكوفرا (جوز الهند؟)، ويقابله في اللغة (أبيض يقق)، ويستعملون (أفعل) التفضيل للدلالة على قوة اللون والمبالغة، كما في أقوالهم السائرة: (أَصْفَرْ مِنْ عِلْبْ الْكُرْكُِمْ)، و(أَحْمَرْ مِنْ الضَّوْ)، و(أَسْوَدْ مِنْ النِّيلْ)، و(أَزْرَگْ مِنْ النِّيلْ) إلخ... كما تقدم في الحلقة الثالثة من هذا البحث، ونلاحظ أن لون (النيل) متردِّد بين الاسود، والأزرق القاتم، وقد وردت لهم بعض التسميات بلفظ المنسوب إلى المزيد بالألف، والنون على وزن (أَفْعَلَانِيْ)، والمسموع منها: (أَبْيَضَانِيْ)، و(أَحْمَرَانِيْ)، و(أَسْمَرَانِيْ)، وهي ترادف: (أَبْيَضْ)، و(أحْمَرْ)، و(أَسْمَرْ)، وذي الثلاث خاصة بألوان البشر، كما وردت لهم تسميتان للألون على وزن (فَعَّالِيْ)، وهما: (بَرَّاگِيْ) كما في قولهم السائر: (مَا فَارُِگْ بَِيتْكمْ وُِالتَّمْرْ بَرَّاگِيْ)، أي: النضير كثير اللمعان، والبروق، و(بَلَّاگِِيْ) عكسها كما في قـولهم السائر: (شْبِعْ مِنِّهْ وُْسَمّاهْ البَلَّاگِيْ)، وقد تقدمت بعض التسميات التي جاءت عن طريق النحت في الحلقة السادسة من هذا البحث.

اسم الجنس
من الأمور المتسالم عليها بين أهل اللهجة واللغة: أن الاسم يقسم من حيث الجنس إلى قسمين: (مذكر)، و(مؤنث)، لكنهم اختلفوا في الخنثى الذي لا يخلص لذكر، أو لأنثى، وإن اتفق الجمعان على عدم تميزه من الناحية الشكلية بمعاملة تخصه من حيث هو جنس ثالث مستقل، فإن أهل اللغة تعاملوا معه معاملة المذكر، والمؤنث في آن واحد، وألحقوه بكلمة (خنثى) بالألف المقصورة، وهي من علامات التأنيث، كما قالوا: رجل خنث، وأمرأة خناث(27)، بينما عده أهل اللهجة جنساً حائراً بين الجنسين، وهو عند الغالبية منهم: (خَنْفَىْ) بفتح الخاء، وبالفاء بدل الثاء، كما في قولهم السائر: (خَنْفَىْ لا هُوْ ضَكَرْ وَلا هُوْ اِنْفَىْ)، أي: خنثى لا هو ذكر ولا أنثى.

 ومن الراجح أن حمل الأشياء على المذكر، أو المؤنث مجازياً كما يقول الدكتور إسماعيل أحمد عمايرة أمر منوط بتصورات الشعوب لهذه الأشياء، فما اقترب في شكله، أو صفته، أو قرينة تربطه بالأنثى الطبيعية جعلوه مؤنثاً، وإن اقترب من المذكر في أذهانهم عاملوه معاملة المذكر الحقيقي(28).

مما يذكر أن جمعاً من الآباء الكرام كانوا جالسين ذات مرة في مجلس فانجر الحديث إلى جنس الأسماء فقال رجل من القوم متعجباً: (سُبْحَانَ اللهْ!! مَا فِي شِيْ فِي الدِّنْيَا شِفْنَاهْ ضَكَرْ بِدُونْ نَفْيَهْ،كِلْ شِيْ ضَكَرْ وُْنَفْيهْ)، فقلت له على سبيل المداعبة: (صدقت يا عم، وأزيدك من الشعر بيتاً أن الأمر ليس مقتصراً على ما فيه روح... بل يتعداه إلى الجماد، خد على سبيل المثال: الگدو ضَكَرْ، وُِالنَّارْجِيلَهْ وُْنْفَيهْ)، فقال: (صَحِيحْ).

ولم يختلف أهل اللهجة مع أهل اللغة إلا في ألفاظ يسيرة، فقد وردت في اللغة ألفاظ مجردة من علامة التأنيت، وهي مؤنثة، مثل: (البئر)، و(الفخذ)، و(الساق)، و(الكبد)، و(الكاس)، و(الكتف)، و(الحال)، و(القوس) كما في قولهم: (إعط القوس باريها)، بينما هي في اللهجة مذكر، كما لم يختلف أهل اللهجة في ما بينهم في جنس الاسم إلا في إثنين، وهما: (محل)، و(فوب) (ثوب) حسب علمي فهما عند الغالبية مذكر، بينما هما في نواحي قليلة مؤنث فيقولون: (هْنَا مَحَلٍ زَِينَهْ)، و(فََوبِيْ جَدِيدَهْ)، والأول في مثل القديح، والثاني في مثل سنابس، وتاروت الديرة وما حولها، والربيعية، وسمعت من يقول لي إن أهل صفوى، والآجام يؤنثون هذا الموصوف، وكذا اللفظ: (مكان) تبعاً للوصف، فيقولون: (مَحَلَّةٍ زَِينَـ)، و(مَكَانَةٍ زَِينَـ).

ولما كانت أذواق الناس تتفاوت كما تتفاوت عاداتهم، وتتمايز تقاليدهم، وأعرافهم رأينا أن اللغات تختلف باختلاف الأمم في اختلافها على تذكير الأشياء أو تأنيثها مجازياً، وقد تختلف الأعراف في اللغة الواحدة فنجد ألفاظاً يجوز فيها التذكير، والتأنيث, ومن أمثلة ذلك في العربية أن الريح تؤنث كقوله تعالى: ﴿وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيِحَ عَاصِفَةً، وتذكر كقوله تعالى: ﴿رِيحٌ عَاصِفٌ(29)، وربما وجدت في اللهجة شيئاً من هذا القبيل وإن كان قليلاً ومن ذلك لفظ (السوق) الذي يذكر ويؤنث، ولكنه يختلف بحسب الاستعمال، فإن استعمل بمعنى المكان المخصص للبيع والشراء جاء مذكراً، وإذا استعمل بمعنى حركة البيع والشراء أنث، كما في قولهم: (إنْ چَانْ هَادِيْ سُوگْنَا).

أسامي الموصول
كما هو معروف في اللغة أن الأسماء الموصولة تنقسم إلى قسمين: (خاصة)، ويقصد بها ما تختص بحالة من حالات التذكير، والتأنيث، والإفراد، والتثنية، والجمع، مثل: (الذي)، و(التي)، و(اللذين)، و(اللتين) و(الذين)، و(الألى، و(اللاتي)، و(اللائي)، و(اللواتي)، و(مشتركة)، وهي ما كانت لجميع الحالات، نحو: (جاء من نحبه)، و(جاءت من نحبها)، و(جاء من نحبهم)(30).
ولا خلاف في أسامي الموصولات المشتركة فهي معروفة، بلفظها وعددها في اللهجة وتستعمل كما تستعمل في اللغة، فـ(من) للعاقل، وينطق (مَنْ) بفتح الميم كما هو اللغة في لهجة ذوي الانتماء القبلي، وبكسرها في لهجة الغالبية كما لو كنت تنطق (مِنْ) الجار، ومنه قولهم السائر: (هَاتْ مِنْ يِگْرَا گَالْ هَاتْ مِنْ يِصْطَبِيْ)، و(ما) لغير العاقل: نحو: (بِيعْ مَا عِنْدُِكْ)، و(أي) لكل الأحوال الثلاثة، ويلزم آخره السكون أبداً سواء أضيف، أم لم يضف، شأنه شأن: (أي) الاستفهامية، وهو جامد على صورته المذكرة، ولا يعرفه اللهجة بصورته المؤنثة إلا نادراً جداً، كقول الشاعر حسن خلف المرهون من أم الحمام بالقطيف:
اِلْجَمَاعِيْ مَا شِفِتْ مِثْـلِهْ أَبَدْ
جَـامْع اِلْجُمْهُـورْ مِنْ أَيَّةْ بَلَدْ

ولا بد له من مضاف إليه يأتي بعده فلا يستغني عن الإضافة كما في اللغة، فلا يقال: (أيٍ) بالتنوين مثل: (كلٍ) التي تستغني عن الإضافة، وإضافته إلى الضمائر المنفصلة في اللهجة غير واردة سوى ضميرين هما ضميرا الغائب المفرد المذكر، والمؤنث، (هو)، و(هي) فيقال: (أَيْ هُوْ)، و(أَيْ هِيْ)، وإضافته إلى ضمير الغائب المفرد المذكر، والمؤنث المنفصل عندهم محمول على أن المتكلم منهم يريد أن يعين الواحد من جنسه المجموع، لذا جاء مفرداً، أما إضافته إلى المتصل فمقصورة على ضمير الغائبين: (هم) فيقال: (أَيْهمْ)، والأكثر أنهم يتوصلون إلى تعيينه بالاسم الظاهر: (واحد) إذا كان المراد مذكراً، أو (وَحْدَ)(واحدة) إذا كان المراد مؤنثاً، ويكون الضمير المعين كالمتعلق من جار ومجرور فيقال: (أَيْ وَاحِدْ فِيهمْ)، أو (أَيْ وَاحِدْ مِنْهمْ)، و(أَيْ وَحْدَهْ فِيهمْ)، أو (أَيْ وَحْدهْ (مِنْهمْ)، و(أَيْ وَاحِدْ فِينَا)، أو (مِنَّا)، و(أَيْ وَاحِدْ فِيكمْ)، أو (مِنْكمْ). كما يتفق الاثنان في امتناع إضافته إلى المتكلم المفرد، والمخاطب المفرد: مذكراً، أو مؤنثاً، فلا يقال: (أَيي)، أو (أَيُِّكْ)، أو (أَيِّشْ)(اَيِّتسْ) (أَيِّچْ)، لأنه لتعيين المتشاركين، ولأن كليهما مفرد، والمفرد واحد، والواحد لا يبعض كما تقدم في الحلقة السابقة.

وإنما الخلاف في الأسماء الخاصة التي لا يعرف منها في اللهجة بلفظها سوى ثلاثة في موارد نادرة، كإذا كانت ضمن أسلوب أدبي، أو قول سائر، أو ما نقل عن أصله من اللغة، وهي: (الذي) للمفرد المذكر، و(التي) للمفرد المؤنث، و(الذين) للجمع المذكر، ومن النصوص التي جاء فيها القسم الأول قولاهما السائران: (اَلْحَمْدِ للهْ الذِّي رَجَّنَ دْيَاجَةْ جَدِنَا)، و(صَارْ الَّذِيْ صَار وَامْرَ اللهْ عَلَِينَا جَرىْ)، والقولان السائران المنقولان من اللغة: (كُلُّ إِنَاءٍ بِالَّذِي فِيهِ يَنْضَحُ)، و(صَاحِبُ الدارِ (البيتِ) أَدرى بالذي فِيهَا (فِيهِْ)، وأما (التي) فلم أسمعه إلا في قولهم: (بعد اللتيا والتي)، وهو منقول عن اللغة، وأما (الذين) فلا يعرفونه إلا حين الشتم، أو اللعن، نحو: (اِبْنْ الَّذيِنْ)، أو (يَا بْنَِ الَّذِينَ)، أو (آه يَبْنَِ الَّذِينَ)، ويراد بها: (الذين كفروا)، أو (الذين أساءوا السوء)، أو (فسقوا) ونحوه اقتباساً من الآيات القرآنية.

وقد اجتزأ أهل اللهجة عن هذه الأسماء الخاصة جملة باسم موصول واحد لجميع الأحوال للمفرد بنوعيه، والمثنى بنوعيه، والجمع بنوعيه: المذكر، والمؤنث، وللعاقل، وما لا يعقل، وهذا الاسم الموصول المعني بالبحث هو (اللِّي) فيقال: (الْوَلَدْ اِللِّيْ غَابْ)، و(الْمَرَه اِللِّيْ غَابَتْ)، و(الْوَلَدَِينْ، أو الأوْلادْ اِللِّيْ شِفْتْهُمْ)، و(الْبَنَاتْ الفِنْتَِينْ، أو النِّسْوَانْ اِللِّيْ رَاحَوْا)، و(البَگَرَهْ، أو البَگرتين، أو الْبَگَرْ اِللِّيْ شَرَِيتْ)، وقد يقوم مقام الاسمين (ما)، و(من) أيضاً، نحو: (بِيعْ اللِّيْ عِنْدُِكْ)، أي: بع ما عندك، وقول المرأة لولدها: (يَا خَلَفْ اِللِّيْ رَاحَوا وَلا جَوا (يَوْ)، أي: يا خلف من مضوا ولا جاءوا، كما تقدم في الحلقتين الحادية عشرة، والسادسة عشرة من هذا البحث، كما قام مقام (ذا) التي قد تستعمل في اللغة كإسم موصول بمعنى (الذي)(31)، نحو: (وَِيشْ اِللِّيْ جَابُكْ (يَابُِكْ)، أي: (ماذا جاء بك؟)، بمعنى: (ما الذي جاء بك؟).

وهذه الظاهرة ليست ظاهرة محلية، وإنما تكاد تكون عامة في غالب البلاد العربية، وإن كان أهل عمان قد يستعملون لفظ: (بو) مكان (الذي) أحياناً فيقولون في المثل: (بُو الْبابْ اِللِّيْ تِجِيكْ مِنهْ الرِّيحْ سِدهْ وُْاسْتَرِيحْ)، أي: الباب الذي تجيئك منه الريح سده واسترح، إلا أنهم يشتركون مع بقية البلاد العربية في استعمال الاسم الموصول مدار البحث.

وهذا الاستعمال الواسع لهذا الاسم في البلدان العربية في الوقت الحاضر قد فسره بعض الباحثين اللغويين بأنه ربما تكون له جذور في إحدى اللهجات العربية لم تروها لنا في المعاجم، لكنهم اختلفوا في الأصل الذي جاء عنه، فمنهم من ذهب إلى أنه موجود في لهجات الكلام القديمة بصورته المحكية الآن، وأنه وأمثاله من المشتركات تدل على أن للعرب لغتين: لغة للأسلوب الأدبي، ولغة للخطاب، ومنهم الدكتور إبراهيم أنيس الذي يقول: >ويبدو من هذا المثال ونحوه من عناصر مشتركة بين لهجات الكلام الآن صحة ما رجحناه من قبل وما ندعو إليه دائماً من أنه كان للعرب القدماء لغتان مستقلتان يصطنعون إحداهما في الأساليب الأدبية، ويصطنعون الأخرى في الحديث العادي، وإلا كيف نتصور أن اسم الموصول يتخذ الآن في كل البلاد العربية صورة واحدة هي (اللي)، بدلاً مما نألفه في اللغة النموذجية الأدبية من كلمات متعددة مثل: الذي، التي، الذين، اللاتي، اللائي؟ بل حتى ما نظنه أحياناً من التطورات الحديثة، نراه مشتركاً بين كثير من لهجات الخطاب الآن، ونستطيع بعد التأمل أن ننسبه إلى أصل قديم كان شائعاً في بعض لهجات العرب القدماء(32)< أ.هـ، ومنهم من قال بأنه كان بصورة أخرى، ثم تطور إلى الصورة المستعملة الآن، كما اختلفوا في الأصل الذي تطور عنه، فمنهم من ذهب إلى أنه صورة مخففة عن اسم الموصول (الذي)، أو (اللَّذْ) كالدكتور إبراهيم السامرائي الذي يقول: >إن كلمة (الذي) مرت بمراحل حتى صارت الذين، وقد جاء في التنزيل: ﴿وَخُضّتمْ كَالَّذِي خَاضُوا(33)، ولم تُستعمَل (الذين)، وجاء في الشواهد الشعرية: (أولئك أشياخي الذي تعرفونهم)، ويؤيد هذا قول الأخفش النحوي: >إن الذي حكمه حكم (من) في أن يكون للمفرد والمثنى والجمع بلفظ واحد< وأقول: ولعل (اللي) التي تستعمل في الدارجة لجميع الأحوال ربما تكون منحوتة منها، نحت منها الذال فصارت (اللي)، والمتتبع لهذه المادة في النصوص والاستعمال ربما وصل إلى الأصل في هذا الاسم هو (اللذْ) بسكون الذال<(34). 

أما الدكتور مناف الموسوي فقد ذهب فيه ثلاثة مذاهب:

الأول: ويؤيد فيه رأي الدكتور السامرائي الذي يذهب فيه إلى أن أصل هذا الاسم الموصول هو (الذي) حيث يقول: >إني أرى أن اسم الموصول (اللي) هو تطور لاسم الموصول (الذي) الذي تحول إلى الصيغة الجامدة في جميع الأحوال، وهي (اللي)، حيث أن اللهجات المولدة قد مالت إلى التيسير، وإن الإنسان يميل بطبعه إلى المجهود العضلي، ولأجل أن يرتفع اللسان ارتفاعاً واحداً بدلاً من ارتفاعين قطعت الذال لأن نطقها يحتاج إلى ارتفاع اللسان مرة أخرى بعد أن ارتفع في المرة الأولى مع اللام، وحيث أن اللام صوت لثوي، أي: ينطق بأن يتصل طرف اللسان باللثة، ويرتفع الطبق فيسد المجرى الأنفي عن طريق اتصاله بالجدار الخلفي للحلق، وإن الذال صوت أسناني، أي: ينطق بأن يوضع طرف اللسان بين أطراف الثنايا، ويرتفع الطبق ليسد المجرى الأنفي بأن يلتصق بالحائط الخلفي للحلق، لذا قطعت الذال اختصاراً للمجهود العضلي كما أن نظرية السهولة تميل إلى الابتعاد عن المخارج المتقاربة، قال ابن دريد: >إن الحروف إذا تقاربت مخارجها كانت أثقل على اللسان منها إذا تباعدت<، وإن نظرية السهولة، والاقتصاد في المجهود العضلي من النظريات التي اعترف بها المحدثون في التطور الصوتي، يضاف إلى ذلك أن كثرة الاستعمال استعمال الموصول أدى إلى تخفيفه وتسهيله في النطق، وإن الذال من الحروف الثقيلة على ألسنة العرب، فقد قال ابن دريد عن استعمال العرب للحروف: >إن أقل ما يستعملون على ألسنتهم لثقلها الظاء ثم الذال ثم الثاء<، لهذه الأسباب ترى أن اسم الموصول (الذي) قد شاع في أغلب اللهجات الحديثة بصورته الحالية (اللي)(35). 

الثاني: أن يكون أصله الاسم الموصول (اللاء) الذي يستعمل لجمع الإناث بمعنى (اللاتي)، وبعضهم يرى أن بعض القراء قد قرأ بتخفيف الهمزة من (اللاء)، وقياسها أن تجعل بين بين، وإن تخفيف الهمزة من (اللا) أخف على اللسان من نطقها مهموزة (اللاء)، ومثل هذه القراءة انساقت إليها الدارجة بعد إمالتها فأصبحت (اللَّي) بدلاً من (اللَّا) وصارت اسماً يدل على المفرد.

الثالث: أن يكون أصله (أل) ثم حرف، كما رجحه بعضهم، ونحاة العرب لا يختلفون في اعتبار (أل) موصولة بمعنى الذي؛ بيد أن الشيخ كمال أبو مصلح لا يعجبه هذا القول وينكر أن تكون كذلك فيقول: >ومن سخافة بعض النحاة أن عدوا (ألـ) اسماً موصولاً، واستشهدوا له الأمثلة المستكرهة المصنوعة الجوفاء، وفي رأينا أنها لغة العامة على قاعدة الاختصار اللفظي بغية التخفيف كما نرى في لغتنا العامية اليوم، ومثله شائع في اللهجات اليومية الغربية؟!<(36)، ومعنى كلامه هذا: أن (ألـ) المستعملة كاسم موصول لم تكن اسماً موصولاً قائماً بذاته كما ذهب هؤلاء النحاة، وإنما هو اختصار لاسم آخر، فهو يشارك ضمناً من تقدم في القول بتطور هذا الاسم الموصول.

وهذا الاسم الموصول مدار الحديث قد يستعمل في بعض الأحيان بصورة (اللَّا)، والأولى أكثر شيوعاً، وأما الثانية فهي محصورة بلهجة أهل القطيف، والأحساء، والبحرين، وما والاها على ما أظن، ومع ذلك فهي أقل استعمالاً من أختها حتى في المحيط الذي تستعمل فيه، وتختلف كل صورة منهما باختلاف أسلوب الجملة، فعلى سبيل المثال إذا كان أسلوب الجملة استفهامياً كان بصورة: (اللا)، أما إذا كان أسلوباً إشارياً فهو بصورة (اللي): (يَا خَلَفْ اِللِّيْ رَاحَوا وَلا جَوا(يَوْ)، أو بالأحرى يستدل على نوع الأسلوب بإحدى الصورتين.

وما أدري إن كان أصل الصورة الثانية (اللا) من ذات الأصول المحتملة المتقدمة، أم من غيرها؟ وأن يك من أصل محتمل لها أقرب إلى الواقع فهو الاسم الموصول (اللاء) المتقدم، ذلك أننا لو قارنا بينها وبينه لوجدنا بينهما تقارباً ملموساً، ولاسيما أن أهل اللهجة يسهلون الهمزة إما بحذفها، أو بقلبها واواً، أو ياءً كما تقدم، فإذا حذفنا الهمزة منه تبعاً لهذه الظاهرة يصير (اللا)، وهو عين ما ذهب إليه الدكتور مناف الموسوي في الثاني من احتمالاته المتقدمة، والله أعلم. 

الإضافة
والإضافة في اللهجة تسير وفق الترتيب المعروف في اللغة، فالمضاف يسبق المضاف إليه، سواء كانت الإضافة إلى اسم ظاهر نحو: (بَِيتْ عَبْدْ اللهْ)، أو إلى ضمير نحو: (بَِيتُِكْ)، وتجتمع اللهجة مع اللغة فيها في جوانب، وتختلف معها في جوانب أخرى، فمما تجتمع فيها الأولى مع الثانية: عدم جواز دخول الألف واللام على المضاف إضافة معنوية، أو محضة كما سماها ابن عقيل، فكما لا يصح لك أن تقول: (هذا الغلام زيد)، لأن الإضافة منافية للألف واللام، فلا يجمع بينهما(37)، فكذلك لا يصح لك أن تقول في اللهجة مثل ذلك، كما لا يصح في اللهجة إضافة اسم نكرة إلى ضمير منفصل، فلا يقال: (حَالْ انْتَ) بدون ضمير متصل، كما لا يقال ذلك في اللغة، بل يقال: (حَالُِكْ اِنْتَ) للتأكيد، فإذا قال شخص ذلك دل على أنه غريب عن اللهجة، واللغة على السواء، ركيك العبارة، كما أن أهل اللهجة يحذفون التنوين من المضاف جرياً على عادة أهل اللغة، فحينما يقول أهل اللغة: (صاحب محمد) بدون تنوين للمضاف يقول مثل ذلك أهل اللهجة، وإن وجدتَّ في اللهجة اسماً نكرة منوناً، وهو في الغالب يكون منوناً تنويناً ملازماً للكسر، كما في قولهم: (وَلَدٍ زينْ)، أو وجدت اسم فاعل منوناً جاء بعده اسم نكرة كما هو الحال عند ذوي الانتماء القبلي على الأغلب كما في قولهم: (شَايفٍ رَجَّالْ)، أو اسم فاعل منوناً جاء بعده ضمير متصل فذا لا يعني أنه اسم منون مع وجود الإضافة، حيث لا يجتمع هذا وهذا، لأنه ليس من هذا الباب وإنما هو إما اسم فاعل عامل عمل فعله، أو هو اسم موصوف كما تقدم في الحلقة الخامسة من هذا البحث، وكما سيأتي في بابه، كما أن المضاف قد يحذف في اللهجة، كما يحذف في اللغة، ويكتفى بالمضاف إليه كقولهم في الترحيب: (حَيَّا اللهْ رُوحِيْ)، أي: عديل روحي، ومثاله في اللغة قوله تعالى: ﴿وَأُشْرِبُوا فِيْ قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ، أي: (حب العجل)(38). 

كما أنه إذا كان في الكلام اسمان مضافان متماثلان في اللفظ والمعنى، وأحدهما معطوف على الآخر فإن الثاني يحذف منهما في اللهجة استغناء عنه بالأول، كما يحذف في اللغة(39) نحو: (مَا كِلْ سَُودَا تَمْرَ، وَلا بَِيضَا شَحْمَـ)، أي: ولا كل بيضاء شحمة، وكذلك إذا كان في الكلام اسمان مضاف إليهما متماثلان في اللفظ والمعنى وأحدهما معطوف على الآخر يحذف الأول منهما استغناء عنه بالثاني، نحو: (جَا (يَا) خَلِيصْ وُْخَلِيصَةْ حَسَنْ)، والأصل: (جَا (يَا) خَلِيصْ حَسَنْ وُْخَلِيصَْتِهْ)، أي: جاء شقيق حسن وشقيقته.
وإذا كان المضاف المذكر في اللغة قد يكتسب من المضاف إليه التأنيث على شرط أن يكون المضاف صالحاً للحذف ويفهم منه ذلك المعنى نحو: (قطعت بعض أصابعه)، فصح تأنيث (بعض) لإضافته إلى (أصابعه)، وهو مؤنث لصحة الاستغناء بـ(أصابع) عنه، وإن لم يصلح المضاف للحذف، والاستغناء بالمضاف إليه عنه لم يجز التأنيث، فلا تقول: (خرجت غلام هند) إذ لا يقال: (خرجت هند)، ويفهم منه خروج الغلام(40)، فإن هذا الإجراء والشرط معمول به في اللهجة أيضاً. 

أما (أل) التي تدخل على المضاف المثنى أو المجموع جمعاً سالماً أو المضاف لما فيه (أل)، أو المضاف إلى اسم مضاف نحو: (جاء المكرما سعد)، و(المكرمو سعيد)، و(الدارس النحو)، و(القارئ كتاب الصرف)(41) فإن أهل اللهجة يستعيضون عنه بالاسم الموصول (اللي)، ومثاله على الأخير: (جَا (يَا) اللِّي دَارِسْ النَّحُوْ)، أما حينما يكون المضاف إليه مصدراً مؤولاً بفعل مسبوق بظرف كما في: (جئتك حين جاء زيد) فإن أهل اللهجة يتبعون الفعل بـ(ما) الظرفية فيقولون: (جِيتُِكْ (يِيتُِكْ) حِينْمَا جَا(يَا) زَِيدْ)، أو يعرفون الظرف الذي قبل الفعل، ويدخلون الاسم الموصول (اللي) بعد الظرف، ويدخلون حرف الجر قبل الظرف وبعد الفعل فيقولون: (جِيتُِكْ (يِيتُِكْ) فِيْ الْوقْتْ اللِّيْ جَا (يَا) فِيهْ عَمْرو)؛ أما الإضافة إلى الضمائر المتصلة فقد تقدم الحديث عنها في الحلقة الخامسة، والرابعة عشرة من هذا البحث فلا حاجة للإعادة.

وقد عد أهل اللغة أسماء كثيرة تلزم الإضافة، وقسموها إلى قسمين، الأول يلزم الإضافة لفظاً ومعنى، فلا يجوز قطعه عنها مطلقاً، والثاني يلزمها معنى دون لفظ، فيجوز أن يستعمل مفرداً بلا إضافة(42)، وساقتصر على ذكر الأسماء المستعملة في اللهجة؛ فمن القسم الأول: (عند)، و(وسط)، و(بين)، و(شبه)، و(مثل)، و(سوى)، و(غير)، و(وحد)، و(سائر)، ومن القسم الثاني: (أول)، و(دون)، و(تحت)، و(فوق)، و(يمين)، و(شمال)، و(قدام)، و(خلف)، و(وراء)، و(قبل)، و(كل)، و(بعض)، و(غير)، و(جميع)، و(أي). 

فأما (غير) فإنه قد يستغني عن الإضافة، كما في قولهم: (اِنْتَ غَِيرْ)، أي: أنت شكل آخر، وكذلك (سوى) إذا جاء بمعنى (جميع) نحو: (گََامَوا سَوَى)، أي: جميعاً. 

وبعض الأسماء إذا قطعت عن الإضافة نونت، وتنوينها غالباً ملازم للكسر على عادة أهل اللهجة، ومنها: (كل)، وهو أكثرها استعمالاً بهذه الصورة، كقولهم السائر: (كِلٍ يْمُوتْ وْحَاجَتِهْ مَا گَضَاهَا) أي: كل واحد، و(بعض)، نحو: (بَعْضْ النَّاسْ أَحْسَنْ مِنْ بَعْضْ)، أي: بعضهم، و(جميع)، نحو: (جَا (يَا) الأَوْلادْ جَمِيعْ (يَمِيعْ)، وقد يقال: (جميعاً)، أي: جميعهم، إلا (أي) فإنه لا يستغني عن الإضافة كما في اللغة، ولا ينون، فلا يقال: (أيٍ) كما تقدم في أسامي الموصولات. 

أما المواضع التي تفترق فيها اللهجة عن اللغة:
الأول: عدم ظهور حركة الإعراب كما تقدم بيانه في الحلقة الخامسة، فإذا وجدت حركة فتح، أو ضم، أو كسر على المضاف فإنما هي ناتجة عن إتباع آخر المضاف بحركة ما بعده. 

الثاني: عدم حذف نون التثنية، ونون الجمع من المضاف، وإبقاؤهما حتى بعد الإضافة، فيقال: (رْيَالَِينْ حْسَِينْ)، و(عَدِيمْينْ لِمْرُّوَه)، في حين أنهما حسب القاعدة في اللغة تحذفان حين الإضافة.

الثالث: توسيط أحد اللفظين الآتيين بين المتضايفين أحياناً:
(1) (حَگْ) الذي يعني في الأصل: ملك، أو يخص، أو العائد، وهو ثابت على هذه الصورة في جميع الأحوال، أما تأنيثه بصورة: (حَگَّةْ)، وجمعه بصورة: (حَگّاتْ) في اللهجة فهو طارئ محدث.

(2) (مَالْ)، وهو اسم مؤلف من اسم الموصول (ما) بمعنى (الذي) في اللغة، و(اللي) في اللهجة، وحرف الجر (اللام) + ضمير متصل مناسب إذا كان مضافاً إلى الضمير، ويجب أن تراعى حالة المضاف إليه بعده في التذكير والتأنيث، والجمع، فإذا كان المقصود مفرداً مذكراً جاء كذلك فقيل: (مال)، كما في: (كتَابْ مَالْ بَِيتْ صَالِحْ)، وإذا كان المراد مفرداً مؤنثاً جاء مثله فقيل: (مَالَةْ)، نحو: (غَرْشَهْ مَالَةْ مَايْ)، وإذا كان جمعاً جاء جمعاً، فقيل: (مَالاتْ) كما في: (اللَّيتَاتْ مَالاتْ الشَّارُِعْ)، وقد يقال: (مَالَةْ) باعتبار لفظ الجنس كما تقدم.

وأرى أن لهذا الاستعمال مسوغاً، لأن الإضافة في اللغة أساساً هي نسبة اسم إلى آخر على تقدير حرف الجر، وإذا نظرنا إلى: (حَگْ)، أو (مَالْ)، وفرعيه: (مَالَةْ)، و(مَالاتْ)، ونظرنا إلى حرف الجر المقدر الذي يكون كثيراً (من) إذا كان المضاف إليه جنساً للمضاف نحو: (سوار ذهب)، ويكون قليلاً (في) إذا كان ظرفاً له نحو: (صلاة العصر)، ويكون غالباً اللام في ما سوى ذلك عند حميع النحويين، نحو: (كتاب سعد)، واللام يمكن إظهارها كما في هذا المثال، إذ يمكنك أن تقول: (كتاب لزيد)(43)، لذا فإن المعنيين في اللغة، واللهجة متطابقان، لأن مثل جملة: (مِفْتَاحْ حَگْ الگُفِلْ)، وجملة: (اِلسَّيَّارهْ مَالَتْكْ) تعنيان: (مفتاح للقفل)، و(السيارة لك)، كما تعنيان: (مفتاح القفل)، و(سيارتك)، فهما وإن كانتا لا تعنيان الإضافة صراحة فإنهما تعنيانها ضمناً. 

على أن هذا الاستعمال وإن كان له مسوغ كما تقدم، فإن استعماله لدى الغالبية قليل، وعلى هذا فإن مثل: (بَِيتْ عَبْدَ اللهْ) يستعمل أكثر من: (البَِيتْ مَالْ عَبْدَ اللهْ) على الرغم من أن هذا التركيب ليس خطأ كما يقول المستشرق جونستون(44)، وأكثر ما يحصل هذا إذا أضيف اسم إلى اسم مضاف، نحو: (غْطَا غَرْشةْ مَايْ) الذي يصير حين إضافة أحدهما مثل (مال): (غْطَا مَالْ غَرْشةْ مَايْ)، وإذا كان الاسم الذي قبلهما معرفاً بـ(أل) كما في المثال المتقدم فإن جملتهما في الغالب لا تعني الإضافة، وإنما تعني التأكيد، وزيادة الإيضاح، فإن مثل: (مال) هنا هو بدل اللفظ المحذوف الذي كان من المفروض أن يكرر، فاستعيض عن تكراره بهذا اللفظ، وكأن الأصل هكذا: (الْبَِيتْ بَِيتْ عَبْدَ اللهْ)، كما أن إضافة اسم يدل على عاقل مثل: (صاحب)، و إليهما أمر شاذ في لهجة الغالبية، فلا يقال: (عَمْ مَالِيْ)، ولا (صَاحبْ حَگِّيْ)، أو (الصَّاحبْ مَالِيْ)، وإن كان أهل العراق، وبعض نواحي البحرين، والكويت، وبعض نواحي هذه الواحة مثل: (الزور)، و(دارين) يقولون ذلك لئلا يتبادر الذهن إلى معنى آخر غير المقصود، فإذا قال: (صَدِيگْ مَالِيْ)، أو (صَدِيگْ حَگِّيْ) لربما فهم منه أنه يريد عضوه التناسلي، لأنه يكنى عنه بـ: (حَگْ)، و(مَالْ)، لكن يصح أن يضاف أحدهما إلى اسم يدل على عاقل فيقال: (هَادَا حَگْ عَمِّيْ)، أو (مَالْ صَاحْبِيْ)، وفي بعض الأحيان يستعمل الثاني: (مَالْ) إلى جانب لفظ: (أَهلْ)، و(رَاعِيْ)، للدلالة على نسبة شخص ما إلى بلد سكناه، فيقال: (حَسَنْ مَالْ التَّوبِيْ) إذا لم يعرف لقبه، ولا يصح في اللهجة إضافة هذين اللفظين إلى ضمير منفصل، لأنهما نكرة، والنكرة لا يضاف إلى ضمير منفصل فلا يقال: (حَالْ حَگْ انْتَ)، و(حَالْ مَالْ انْتَ)، فإذا قال شخص ذلك دل على أنه غريب عن اللهجة، ويمتنع مجيء الأول في أسلوب إضافة إذا كان حرف الجر المقصود مقدراً بـ(في) إذا كان ظرفاً له نحو: (صَلاةْ حَگّ العَصُرْ)، بينما اللفظ الثاني يصلح للأحوال الثلاثة. 

ولا بد للمضاف المنتهي بتاء التأنيث في الحالة العادية أن تنطق تاؤه كما هي حتى تتحقق الإضافة على الوجه الصحيح، فيقال: (غَرْشَةْ مَايْ)، ولا يقال: (غَرْشَهْ مَايْ)، ونقصد بالحالة العادية هي التي تجري فيها الإضافة كما هي في اللغة دون توسيط أي من اللفظين المتقدمين، على العكس منه إذا توسط أحد هذين اللفظين فلا تنطق تاءً، بل تنطق هاءً، فيقال: (غَرْشَهْ مَالَةْ مَايْ) ولا يقال: (غَرْشَةْ مَالَةْ مَايْ)، وإنما الذي تنطق تاؤه كما هي هو اللفظ نفسه كما تلاحظ، إذا كان اللفظ الموسط بصورة (مَالَةْ). 

أما تقسيم الإضافة إلى قسمين معنوية، ولفظية(45)، وإن كان لا يعرف في اللهجة بلفظيه هذين المعروفين في اللغة فالأمثلة المشابهة في اللهجة للأمثلة الموجودة في اللغة تدل على وجوده. 

ذلك أننا لو رفعنا الأمثلة الممثلة هنا، وأقمنا بدلاً عنها أمثلة من اللهجة، أو حورناها على النحو المحكي في اللهجة لم نجد أدنى فرق، ولعرفنا صدق هذا الكلام.

الوصف
ويسمى في اللغة أيضاً النعت، وأنا أميل إلى استعمال الاسم الأول أي: الوصف، حيث أن أهل اللهجة يفرقون بين الوصف، والنعت، فيجعلون الأول لمطلق الوصف سواء كان لمدح، أو ذم، أو خير، أو شر، والثاني لما هو محمود، ومن ذلك قولهم السائر: (رَجَّالْ (رَجِلْ) تِنْعَتِهْ لَا بُدْ تِعْتَازْ (تِحْتَاجْ) لَمْدَمَّتِهْ)، وقول الملاية أم نادر خديجة بنت الشيخ فرج العمران:
بِتِّي شَاطْرَ(هْ) مَا نَاعْتَـ لْهَا
وَاللهْ بْزوَُدْ عَمَّتْهَـا وُْرَجِلْهَا(46)

فلم لم يكن (تِنْعَتِهْ) في القول السائر، و(نَاعْتَـ) في بيت الشعر يعنيان المدح والثناء لكان ذلك وصفاً مبهماً، ثم أن الفعل: (تِنْعَتِهْ) في القول السائر جاء مقابلاً لـ(مذمته)، مما يدل على أنه للمدح، وبالتالي فإن النعت خاص بهذا المعنى؛ وهذا التفريق له أصل في اللغة، وإن كانت أكثر المصادر لا تلتفت إليه، وما وجدت من تنبه إليه سوى الحافظ جلال الدين السيوطي حيث قال في المزهر: >النعت وصف الشيء بما فيه حسن ولا يقال في السوء<(47). 

وتجتمع اللهجة مع اللغة فيه في جوانب كثيرة، وتختلف معها في جوانب أخرى نادرة، فمما تجتمع فيه الأولى مع الثانية أن الوصف يأتي بعد الموصوف دائماً، وشذ عنه الموصوف بلفظين لا أعلم لهما ثالثاً، وهما: (وَاجِدْ)(48)، و(خَُوشْ)، فإن الأول قد يقدم، والثاني لابد له أن يسبق الموصوف، فيقال: (وَاجِدْ زَينْ)، و(خَُوشْ وَلَدْ)، والسبب في ذلك أن: (وَاجِدْ) في كثير من الأحيان هو إلى المفعول المطلق أقرب منه إلى الصفة في المعنى، فهو هنا بمعنى: (جداً)، فيكون مدلول: (وَاجِدْ)(وَايِدْ) زَينْ): طيب جداً، أو جميل جداً، ويمكن معرفة ذلك بالنظر لما يأتي معه، سواء قبله أو بعده، فإذا كان وصفاً فإنه للتأكيد، وكذا إذا جاء مكرراً فإن الثاني يعني جداً، نحو: (حْلَِيوْ وَاجِدْ)، أو (وَاجِدْ حْلَِيوْ)، و(وَاجِدْ وَاجِدْ)، أي: كثير جداً، أما إذا كان فعلاً، أو اسماً، أو أداة تشبيه، فإنه وصف بمعنى: (كثير) كما في: (عَطَانِي وَاجِدْ)، و(حَچِيْ النَّاسْ وَاجِدْ)، و(مِفْلُِكْ واجد)، أما إذا كان بمعنى: (كثير)، أو اسم مفرد يدل على الجمع فلا يتقدم عليه، فلا يقال: (وَاجِدْ كَثِِِِِِيرْ)، أو (وَاجِدْ صِدْگْ)، أو (وَاجِدْ خَِيرْ)، بل يكون سبيله سبيل الأوصاف المجراة على القاعدة اللغوية، كما في قولهم السائر: (يْفُوتُِكْ مِنْ الچَّدَّابْ صِدُگْ (وَاجِدْ)، وقولهم: (خَِيْرْ وَاجِدْ)، ولا يوصف به المفرد فلا يقال: (وَلَدْ وَاجِدْ)، لأنه يدل على الكثرة، والمفرد قلة يتنافى معه، إلا إذا كان الموصوف به في صورة المفرد وهو يدل على الكثرة مثل: (صِدْگْ) المتقدمة، كما لا يجتمع مع الوصف التالي أعني: (خَُوشْ) لا قبله ولا بعده، فلا يقال: (خَُوشْ وَاجِدْ)، أو (وَاجِدْ خَُوشْ)، فإذا قال شخص مثل هذي العبارات دل على أنه ركيك، أو غريب عن اللهجة.

أما السبب في تقدم الوصف الثاني على الموصوف فلأنه متسرب من الفارسية، لذا يجري في اللهجة مجرى أمثاله في لغته الأصلية، لأن الوصف في هذه اللغة قد يسبق الموصوف لتسمع: (خوش بو)، أي: رائحة طيبة، ولكن أهل اللهجة قد يقولون: (وَلَدْ خَُوشْ)، و(وَلَدْ مُوْ خَُوشْ)، أي: ولد طيب، وولد غير طيب، وهو هنا لم يصف لفظ (وَلَدْ) الظاهر، وإنما وصف المحذوف المقدر بعده، وكأن أصل الجملتين هكذا: (وَلَدْ خَُوشْ وَلَدْ)، و(وَلَدْ مُوْ خَُوشْ وَلَدْ)، وهو جامد لا يتصرف حسب شكل الموصوف به من الإفراد، والتذكير، والتأنيث، والجمع، بل يبقى كما جاء من لغته الأصلية على صورة واحدة لجميع الأحوال نحو: (خوش مرد): رجل طيب، (خوش دختر): بنت طيبة، و(خوش مردان): رجال طيبون، ولذا تسمع صاحب اللهجة يقول: (خَُوشْ وَلَدْ)، و(خَُوشْ مَرَه)، و(خَُوشْ أَوْلادْ)، و(خَُوشْ بَنَاتْ)، وهو لا يجتمع مع وصف من الأوصاف، ولاسيما إذا كان الوصف بمعناه مثل: (زين)، و(طيب)، و(حليو)، و(جميل)، لا قبله، ولا بعده، فلا يقال: (زَِينْ خَُوشْ)، أو (جَمِيلْ خَُوشْ)، لأنه وصف، وأنى للوصف أن يصف وصفاً آخر، فهو إنما وضع ليصف الاسم، ومن المواضع التي تتفق فيها اللهجة مع اللغة: أن الوصف قد يحذف في اللهجة، ويبقى الموصوف نحو: (جَايْ (يَايْ) مِنْ زَمَانْ)، أي: منذ أمد بعيد، وقولهم: (حَالَتْنَا حَالـَ)، أي: (حالة سيئة) أو رديئة، لأنهم قد يصرحون بالوصف أحياناً فيقولون: (حَالْتْنَا حَالـَ گَشْرا)، ومثاله في اللغة قوله تعالى: ﴿الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِ أي: البين، وقوله تعالى: ﴿إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ أي: الناجين(49)، وقد يحذف الموصوف ويقام الوصف مكانه، ومن ذلك قولهم عند الترحيب: (حَيَّا اللهْ الأجَاوِيدْ (الأيَاوِيدْ)، أي: الناس الأجاويد، ومثل ذلك حاصل في اللغة، ومنه قوله تعالى: ﴿أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ أي: دروعاً، وقد يحذف كل من الوصف، والموصوف معاً نحو: (لَا يَمُوتُ وَلَا يَحْيَا) أي: حياة نافعة(50)، ومثل هذا موجود في اللهجة أيضاً، كما أن الأوصاف إذا تعددت، وكانت واحدة في اللفظ، والمعنى فإن أهل اللهجة يستغنون عن التفريق بالتثنية، أو الجمع بالعطف فحينما يقول صاحب اللغة: (جاء شوقي وحافظ الشاعران)، أو (جاء الرجال الطيبون)، يقول صاحب اللهجة مثله، أو بلفظ قريب منه، وكذلك الأوصاف إذا اختلفت لفظاً ومعنى فإن أهل اللهجة يوجبون التفريق بالعطف بالواو، كما يوجبه أهل اللغة، يقال في اللغة: (جاءني رجلان كاتب وشاعر)، ويقول أهل اللهجة: (جَانِيْ (يَانِيْ) رَجَّالَِينْ (رَيَّالِينْ) كَاتِبْ وُْشَاعُرْ)، كما أن الوصف يأتي في اللهجة كما في اللغة جملة اسمية، أو فعلية، نحو: (مَرَِّيتْ بْولَدْ گَامْ أَبُوهْ)، أو (أَبُوهْ گَايِمْ)، والجملة الاسمية يأتي مبتدؤها اسماً ظاهراً، أو ضميراً، وقد تسبقها الواو فيقال: (وْأَبُوهْ گَايِمْ)، (وُْهُوْ گَايِمْ)، ولا يوصف بها إلا النكرة، لأنك لو وصفت بها معرفةً لصارت حالاً، لأن القاعدة في اللغة تقول: (بعد النكرات صفات، وبعد المعارف أحوال)(51)، كما أن اسم الجمع في اللهجة قد يوصف بالمفرد المؤنث باعتبار لفظ الموصوف، والجمع باعتبار معناه، ويستوي فيه العاقل، وما لا يعقل، فيقال: (الكَاسَاتْ اِلزَِّينَهْ)، ومنه قولهم: (حَاشَا لَجْواد وعْبادَ اللهْ الصَّالْحَـ)، كما يقال: (عْبَادْ اللهْ الصَّالْحِينْ), كما أن اللهجة واللغة تتفقان في وجوب مراعاة حال الموصوف في التعريف، والتنكير، والتذكير، والتأنيث، والإفراد، والجمع، مع مطابقة الفعل لو جئت مكان الوصف بفعل(52)، فحينما يقول صاحب اللغة: (مررت بقوم كرماء)، أو يقول: (مررت بزيد الكريم) يقول صاحب اللهجة مثله، أو بلفظ قريب منه، وإن وجدت ألفاظ تصلح لجميع الأحوال مثل: (خرطي)، و(خوش) المتقدم فهي قليلة، نحو: (هَادَا وَلَدْ خْرُطِيْ)، و(نَاسْ خْرُطِيْ) إلخ... ولا يصف المعرف بالنكرة، فلا يقول: (مَرَِّيتْ بْزَِيدْ كَرِيمْ)، ولا يصف النكرة بالمعرف فلا يقول: (مَرَِّيتْ بْرَجَّال (بْرَيَّالْ) الْكَرِيمْ) إلخ... وأما ما يحصل من حذف لأم التعريف من الموصوف أحياناً نحو: (وَرْدِْ الْجُورِيْ)، و(مِسْجِدْ (مِسْيِدْ) الرَّفِيعْ)، أي: الورد الجوري، والمسجد الرفيع، فإنما هو للتخفيف إذا أمن اللبس مع المضاف إليه، ومثل ذلك حاصل في اللغة أيضاً، ومنه: (بيت المقدس) التي أصلها البيت المقدس، على ما ذهب إليه المستشرق الألماني برجشتراسر(53)، ومن المحتمل جداً أن مثل: (حبة الحمقاء)، و(صلاة الأولى)، و(مسجد الجامع)، و(حق اليقين)، و(حب الحصيد)، و(دار الآخرة)، من هذا الباب، وإن كان علماء أهل اللغة قد عللوها بأن ظاهرها إضافة الموصوف إلى وصفه، وأولوها بأن المضاف إليه الموصوف بذلك الوصف قد حذف، وأقيم وصفه مقامه، وأن الأصل على التوالي: (حبة البقلة الحمقاء)، و(صلاة الساعة الأولى من زوال الشمس)، و(مسجد الوقت، أو اليوم الجامع)، و(حق العلم اليقين)، و(حب النبت الحصيد)، و(دار الساعة الآخرة)، فـ(الحمقاء): وصف للبقلة لا للحبة، و(الأولى): وصف للساعة، لا للصلاة، و(الجامع): وصف للوقت، أو اليوم لا المسجد، وهكذا(54)، وأقول: لم لا يكون (الحمقاء) وصفاً للحبة، و(الأولى) وصفاً للصلاة، و(الجامع وصفاً) للمسجد، وهكذا، ولم لا نحتمل أن أل التعريف من اللفظ الأول قد حذفت كما حصل لغيره من الألفاظ التي تتداول بكثرة، ومرده طلب الخفة؟! أليس الحذف للتخفيف أمراً معترفاً به في اللغة؟! ثم ضل أهل اللغة في التركيب فظنوه إضافة، وهو في الحقيقة وصف كما قال المستشرق الألماني برجشتراسر المتقدم ذكره ولاسيما وأن مثله كثير في العربية المتوسطة بين الفصيحة والدارجة(55).

أما وصف المثنى، والمؤنث الجمع في لهجة الغالبية في كثير من الأحيان بما يوصف به الجمع المذكر، نحو: (وَلَدَِينْ طَيْبِينْ)، و(نِسْوانْ طَيْبِينْ) أي: طيبان: وطيبات، ووصف جمع ما لا يعقل أحياناً بصفة جمع العاقل المذكر، نحو: (الكَاسَاتْ الزَِّينِينْ)، فكل هذه الأشكال قد تقع في اللغة، وإن كان الإجراء الأخير لا يحدث في اللغة إلا إذا أعطي ما لا يعقل صفة العاقل، وقد سبق الحديث عنه في الحلقة السابعة، والرابعة عشرة من هذا البحث، على أن ذوي الانتماء القبلي قد ينفردون عن بقية أهل الواحة بمعاملة ما لا يعقل كجمع المؤنث، فيقولون: (الكَاسَاتْ الزَِّينَاتْ)، وقد يقولون: (الزَِّينِينْ) كبقية الواحة، وقد يعامل أحياناً في اللهجة عامة معاملة المفرد المؤنث فيقال: (الكَاسَاتْ اِلزَِّينَهْ)، باعتبار معناه كما تقدم. 

 وفي كثير من الأحيان تتم في اللهجة إضافة الوصف إلى الموصوف، ومن عباراتهم السائرة في هذا المجال: (گَلِيلْ (جِلِيلْ) الْحَيَا)، و(عَدِيمِينْ لِمْرُوَّهْ)، و(فْسِلْ الْحَضْ)، و(أَسْوَدْ الْوِجْهْ(الْوَيْهْ)، و(أَعْمَى الْگَلْبْ)، و(حَسَنْ لَخْلاگْ)، و(خَفِيفْ نَهْضَـ)، و(هَابْ رِيحْ)، و(هَدِيْ گَلْبْ)، والغرض من هذا الإجراء حصر الوصف بجزء من الموصوف، وتخصيص المعنى، فحينما نقول: (حَسَنْ لَخْلاگْ)، فالحسن يرجع إلى الأخلاق فقط، لا إلى غيرها، والغرض الثاني من هذا الإجراء هو الاختصار في اللفظ، ففيه فائدة لفظية، فبإمكان صاحب اللهجة أن يستعمل بعض الأسماء كـ(صَاحبْ) و(رَاعِيْ)، و(أَبوْ) التي بمعنى (ذو)، وأن يجرد الوصف من الإضافة، ويجعله بعد موصوفه، ويراعي حالة، وجنس الموصوف، إن كان معرفاً، أو مذكراً، أو مؤنثاً، أو جمعاً، فيحصل على نفس المعنى، كأن يقول: (صَاحبْ الْحَيَا الْگَلِيلْ)، و(أَبُوْ الْوِجْهْ الأسْوَدْ)، و(رَاعِيْ الأَخْلاگْ الْحَسَنَهْ)، وهكذا، ولكن لما كان الأسلوب الأول أزكي، وفيه اختصار، فقد فضله على الثاني، على أن الوصف المضاف إلى موصوفه لابد أن يكون جزءاً من الموصوف نفسه، وإلا لا تجوز إضافته إليه، فلا تقول: (أَخْضَرْ السَّيَّارَه)، تريد بذلك: (صاحب السيارة الخضراء)، لأن (الخضراء) وصف للسيارة، وليس لصاحبها، كما أنه ليس وصفاً لجزء منها.

وأما إذا سمعت البعض يقول: (مَحَلْ زَينَهْ)، أو: (فَوبْ جَدِيدَهْ)، فلأنها تعامل في لهجة بعض النواحي معاملة المؤنث، فلهذا توصف بوصف المؤنث كما تقدم في اسم الجنس. 

أما تقسيم الوصف إلى قسمين: مشتق ومؤول بالمشتق، وتقسيمه بحسب أغراضه المعروفة في اللغة(56)، وإن كان لا يعرف في اللهجة بالفاظه هذه، فالأمثلة المشابهة في اللهجة للأمثلة الموجودة في اللغة تدل عليه، ذلك أننا لو رفعنا الأمثلة الممثلة له، وأقمنا بدلاً عنها أمثلة من اللهجة، أو حورناها على النحو المحكي في اللهجة لم نجد أدنى فرق، ولعرفنا صدق هذا الكلام.
أما تقسيمه إلى: لازم، ومنقطع فهو غير معروف في اللهجة، وإنما هو وصف في الجملة، ولأن القسم الثاني، وهو المنقطع لا أثر له في اللهجة، ذلك أن المنقطع إنما يميز من اللازم بوجود الإعراب، فإذا كان الوصف مخالفاً في الإعراب لموصوفه عد منقطعاً، وإذا كان الإعراب ساقطاً من اللهجة فكيف تستطيع أن تتبينه؟! 

أما ما تنفرد به اللهجة فهو تنوين الموصوف النكرة تنويناً ملازماً للكسر كما تقدم في الحلقة الخامسة من هذا البحث، ولكنهم لا يفعلون ذلك دائماً بل يفعلونه للتمييز بين الموصوف، والمضاف، فعندما يقولون: (وَلَدْ زين) بدون تنوين فقد يتوهم السامع، أو على الأقل يخشون أن يتوهم أن: (زين) مضاف إليه، يريدون بذلك تمكين الوصف للموصوف، على غرار ما يحصل في اللغة، لكن بفارق واحد وهو أن اللغة تراعي موقع الموصوف من الإعراب، في حين أنه في اللهجة يلازم الحالة المتقدمة، لكنهم إذا أمنوا اللبس لا ينونون كما في: (وَلَد حْلَِيوْ)، أي: ولد وسيم زاكي الصفات، والغرض الثاني من التنوين طلب الخفة بإتباع الوصف للموصوف لاتساق المقطع الأخير من الموصوف مع المقطع الأول من الوصف، أما إذا كان أول الوصف مضموماً يبدأ بالساكن في اللهجة، وكذا إذا كان منفصلاً بمد، أو همزة قطع فلا ينون، لأن التنوين يضيع الغرض المنشود، وهو الخفة وينتقل إلى العسر، لذا لا يقال: (وَلدٍ حْليوْ)، أو (كْتابٍ أَحْمَرْ)، كما لا يفعلون ذلك إذا أردوا الإبهام للتورية، كقولهم عند المداعبة: (انْتَ وَلَدْ حْمَارِيْ) فلا يدرى أهي إضافة، أم وصف، لأنها تحتمل الإضافة بمعنى: (أنت ولَدٌ لحماري)، كما تحتمل الوصف بأن: (بشرتك تشوبها حمرة).
كما يمكنك التفريق بين أسلوب الإضافة، والوصف بالنظر إلى اللفظ الأخير دون الحاجة إلى هذا التنوين فإن لم يصلح للإضافة نحو: (فْلانْ وَلَدْ گَمَرْ) بمعنى: فلان ولدٌ لقمر، فـ(گمر) لا يكون إلا وصفاً، أما إذا كان الاسم الأخير اسم علم فلا يصلح لأن يكون وصفاً مثل: (فْلانْ وَلْدْ خْضُرْ)، فهو في هذه الحالة أسلوب إضافة، كما أن التصرف في حركات اللفظ الداخلية إذا كانت قابلة للتصرف قد يغني عن تنوينه، نحو: (فْلانْ وَلْدْ طَاهُِرْ) بسكون اللام فإنه يفهم من كلامك أن فلاناً ابن لشخص اسمه طاهر، فهو في هذه الحالة أسلوب إضافة، أما إذا حركت اللام بالفتح وقلت: (فْلانْ وَلَدْ طَاهُِرْ) لفهم من كلامك أنك تصف الولد بالطهارة، فهنا يكون أسلوب وصف على الأغلب، وإن كانت كثير من الأساليب مثل هذا الأسلوب مترددة بين الوصف والإضافة، وقد يحصل إبهام كما تقدم وتحتاج لبعض الإيضاح لفهم القصد، فقد يفهم من كلامك أن: (فلان إبن لطاهر) حتى مع تحريك اللام أيضاً، لذا عليك أن تقول: أقصد أن فلان طاهر من الطهارة، وليس إبناً لطاهر، وتلافياً لهذا الإشكال فعليك أن تعود إلى سيرتك الأولى، وتنون (ولد) حتى وإن كان محركاً لينتهي اللبس وينحصر المعنى بالوصف إذا كنت تقصده.

وما يقال عن الموصوف المذكر يقال عن المؤنث، لكن الموصوف المؤنث إذا لم ينون، وانفصل عن صفته بالوقوف على آخره بالسكون، فإن تاء التأنيث فيه تتحول إلى هاء تنطق كالهاء الصامتة في اللغة الفارسية، نحو: (نامه) بمعنى: رسالة(57)، فلا تظهر إلا حركة الحرف الذي قبلها، وهي في الغالب فتحة ممالة نحو الكسرة، فـ: (مرة أجودية) تنطق: (مرَ أَجْوَدِيَّهْ)، أما الموصوف بوصف معرف بأل فإن آخره يقتفي حركة ما بعده، فـ(الكتاب المفيد) ينطق: (اِلكتابِلْ مُفيدْ)، وهي هنا مائلة نحو الضم لأن الحرف الذي بعد أل التعريف مضموم؛ أما لدى ذوي الانتماء القبلي فينطق هكذا: (اِلكتابَلْ مُفيدْ)، لأن فتح أل التعريف غالب على لهجتهم.
ومما تنفرد به اللهجة عن اللغة: أن الوصف لا ينفصل عن الموصوف إلا مع (لا)، أو (أما) التي بمعنى (إما)، ويجب تكرارهما كما في اللغة، نحو: (هَادَا يَُومْ لا حَارْ وَلا بَارِدْ)، و(كِلْ وَاحِدْ لِهْ أَجَلْ أَمَّا گَرِيبْ وَأمَّا بَعِيدْ)، بينما يجوز في اللغة الفصل بينهما بغير هاتين الأداتين(58).

أما الوصف السببي في اللهجة فلا يتوصل إليه إلا بالاسم الموصول (اللّا)، (اللَّي)، فيقال: (الْوَلدْ اللَّي أَبُوهْ غَنِيْ)، أي: الغني أبوه، وأنت ترى أن الوصف قد صار في آخر الجملة، لأن ترتيبه في اللهجة هكذا.

الهوامش:
(1) لسان العرب، وتاج العروس (مادة سحم).
(2) نفسه (مادة فحم).
(3) نفسه (مادة دغم).
(4) نفسه (مادة طلس).
(5) نفسه (مادة ملح).
(6) نفسه (مادة ربد).
(7) نفسه (مادة برق).
(8) نفسه (مادة شهب).
(9) نفسه (مادة رقط).
(10) نفسه (مادة دخن).
(11) نفسه (مادة طهم).
(12) نفسه (مادة عطر).
(13) عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ص 253 السيد أحمد بن علي بن عنبة الداودي الحسني، دار مكتبة الحياة بيروت، لا ط، لا تا، والغدير في الكتاب والسنة والأدب، ج 11 ص 308 للشيخ عبد الحسين الأميني، مط: دار الكتاب العربي بيروت لبنان، ط: 4، س: 1397هـ.
(14) تاج العروس، ولسان العرب (مادة (برقش)، والمستطرف في كل فن مستظرف (مرجع سابق) ج 1 ص110.
(15) لسان العرب، وتاج العروس (مادة بقع).
(16) المعجم الفارسي الكبير إبراهيم الدسوقي شتا (مرجع سابق) ج 2 ص 2048، ولسان العرب (مادة فوا).
(17) تاج العروس، ولسان العرب (مادة زرب).
(18) معجم الألفاظ الفارسية المعربة للسيد أدي شير، وتاج العروس، ولسان العرب (مادة قرمز).
(19) الموسوعة الكويتية المختصرة (مرجع سابق) ج 3 ص 1524.
(20) ألف ليلة وليلة إعداد رشدي صالح، دار مطابع الشعب، لا ط، لا تا، ولا مكان.
(21) مفتاح اللغة الفارسية (مرجع سابق) ص 117.
(22) المعجم الذهبي (مرجع سابق) ص 232.
(23) من تراث البحرين الشعبي ص 114 صلاح علي المدني، وكريم علي العريض، لا مط، لا ط، لا تا، والموسوعة الكويتية المختصرة (مرجع سابق) ج 1 ص 229.
(24) لسان العرب (مادة ردد).
(25) تاج العروس (مادة غمق).
(26) معجم البلدان لياقوت الحموي مج 3 ص 272، مط: دار صادر، بيروت، لا ط، س 1397هـ.
(27) ظاهرة التأنيث بين اللغة العربية واللغات السامية دراسة تأصيلية ص 11.
(28) نفسه ص 19.
(29) نفسه، وسورة الأنبياء الآية 81، ويونس الآية 22.
(30) الوحيد في النحو الإعراب (مرجع سابق) ص 30، وص 32.
(31) مباحث لغوية (مرجع سابق) ص 36.
(32) في اللهجات العربية (مرجع سابق) ص 241.
(33) التـوبة الآية 69.
(34) فقه اللغة المقارن (مرجع سابق) ص 130، وص 131.
(35) نفسه.
(36) الوحيد في النحو والإعراب حاشية الصفحة 288.
(37) شرح ابن عقيل (مرجع سابق) ج 2 ص 46.
(38) نفسه ج 2 ص 76.
(39) القواعد الأساسية (مرجع سابق) ص 278.
(40) شرح ابن عقيل (مرجع سابق) ج 2 ص 50، وص 51.
(41) القواعد الأساسية (مرجع سابق) ص 273.
(42) نفسه ص 278، وشرح ابن عقيل (مرجع سابق) ج 2 ص 51.
(43) القواعد الأساسية ص 272، وشرح ابن عقيل ج 2 ص 43، وص 44.
(44) دراسات في لهجات شرقي الجزيرة العربية (مرجع سابق) ص 205.
(45) يسمى القسم الأول معنوية لأن فائدتها راجعة إلى المعنى من حيث أنها تفيد المضاف تعريفاً، أو تخصيصاً، فإن لفظ (كتاب) نكرة، فلما أضيف إلى (سليم) تعرف، ولما أضيف إلى (نحو) تخصص، أي: قل إبهامه وشيوعه، أما اللفظية فتسمى كذلك لأن فائدتها راجعة إلى اللفظ فقط بما تحدثه من التخفيف بحذف التنوين، ونوني التثنية، والجمع إن كان المضاف صفة مضافة إلى فاعلها أو مفعولها نحو: (هذا مستحق المدح)، و(حسن الخلق)، و(معمور الدار)، وما ألحق بهما فإن أصل التركيب في الأمثلة المتقدمة: (مستحقٌ المدح)، و(حسن خلقه)، و(معمورة داره)، (القواعد الأساسية (مرجع سابق) ص 273.
(46) قصيدة (حچايات زواج الأوليات) للشاعرة المذكورة مطبوعة بالكمبيوتر في كراس رقم الصفحة 10.
(47) المزهر في علوم اللغة والأدب(مرجع سابق) ج 1 ص 436.
(48) وهو لفظ شائع في كثير من البلاد العربية بهذا المعنى، وتبدل جيمه ياءاً في لهجة من يبدلون الجيم ياءاً، وأصله من الوِجْدانُ، أو الوُجْد؛ أو الوَجْدُ أو الوِجْدُ بمعنى: اليسار والسَّعةُ (راجع لسان العرب مادة وجد).
(49) شرح ابن عقيل (مرجع سابق) ج 2 ص 205.
(50) القواعد الأساسية (مرجع سابق) ص 285.
(51) نفسه ص 283، وشرح ابن عقيل ج 2 ص 195.
(52) نفسه ص 281، وص 282، وشرح ابن عقيل ج 2، ص 192، وص 193.
(53) التطور النحوي للغة العربية (مرجع سابق) ص 152.
(54) أمالي ابن الشجري ص 68، وشرح ابن عقيل ج 2 ص 49، والقواعد الأساسية ص 278.
(55) التطور النحوي للغة العربية (مرجع سابق) ص 152.
(56) المراد من المشتق اسم الفاعل، واسم المفعول، والوصف المشبه باسم الفاعل، واسم التفضيل، أما المؤول بالمشتق كاسم الإشارة، نحو: (زيد هذا)، أي: المشار إليه، والمنتسب، نحو: (مررت برجل قرشي)، أي: المنتسب إلى قريش، والمصدر: شخص ثقة أي: موثوق به، وما دل على عدد الموصوف، نحو: (جاء رجال خمسة)، أي: معدودون بهذا العدد، وما دل على تشبيه كما في: (رأيت ولداً حماراً) بمعنى: غبي، والاسم الموصول المقترن بأل، نحو: (جاء الرجل الذي نحبه)، والمراد بأغراضه: التخصيص، نحو: (زيد الخياط)، والمدح نحو: (زيد الكريم)، والذم نحو: (زيد الفاسق)، والترحم نحو: (زيد المسكين)، والتأكيد: (أمس الدابر). (شرح ابن عقيل ج 2 ص 195، ودليل الإعراب والإملاء ص 131.
(57) مفتاح اللغة الفارسية (مرجع سابق) ص 32.
(58) القواعد الأساسية (مرجع سابق) ص 284.

الثلاثاء، 8 مارس 2011

اللهجات المحلية




من شأن هذا البحث أن يسد جانباً مهماً في البحوث التي تعد حول اللهجات في منطقة الخليج، خصوصاً إذا ما عرفنا أن هناك اهتماماً كبيراً في دراسة اللغات ـ واللهجات جزءاً منها ـ وما تنطوي عليه العملية من كشف عن جوانب من شخصية السكان. وتبقى القطيف بمنأى عن تفكير كثير من الباحثين المختصين بهذا الحقل. هناك دراسات أعدت عن اللهجات البدوية مجملاً، وعن لهجة أهل نجد والحجاز وقطر والبحرين والكويت وعُمان، إضافة الى لهجات القبائل والمناطق وغيرها. ورغم أن القطيف لا تبتعد كثيراً في لهجتها عن اللهجات العربية والخليجية على وجه الخصوص، إلا أنها لم تنل اهتماماً كافياً.



وفي المجمل فأن من شأن مثل هذه الدراسات ـ وعلى عكس ما يعتقد البعض من أنها يمكن أن تضعف الإهتمام باللغة العربية ـ تقوية الإهتمام باللغة العربية

والإرتباط بها كما سيتضح لنا، حيث تكشف الدراسات الأصيل والأجنبي من الكلمات في لهجة السكان.
إن البحوث في مجال اللهجات يمكن أن تفتح لنا الكثير من الآفاق حول الظواهر اللغوية، وكذا الصراعات اللغوية، إضافة إلى أن هناك جانباً مهماً يرتبط بحياتنا الاجتماعية، وهو دلائل الظواهر اللغوية وتأثيرها في حياتنا بالسلب والإيجاب، وهو موضوع مهم يكرس له فرع مهم من فروع علم الاجتماع وهو «علم الاجتماع اللغوي».
عوامل تأثرت بها اللهجة القطيفية
أ - نمط الحياة الزراعية في المجتمع القطيفي :إلى وقت قريب كان المجتمع القطيفي شديد الإنكباب على الجانب الزراعي، ولم يفتر هذا الإنكباب إلا في فترة حديثة، يمكن أن نرصد بدايتها منذ بدأت شركة أرامكو بالعمل في المنطقة واجتذابها للأيدي العاملة، فقد أخرج العمل في مجال النفط، العديد من أفراد المنطقة من العزلة القروية، ودفعهم الى الإحتكاك بأفراد آخرين، سواء من المحيط المحلي، أو الخارجي، وقد كان لذلك الإحتكاك كبير الأثر في إدخال العديد من المفردات للهجة المحلية القطيفية، كما حوّر بعضاً منها، وغيّر بقدر غير قليل النغمة في نطق الكلمات.

من طبيعة المجتمع الزراعي المستقر: السكون، وقد كانت قرى القطيف والأحساء راكدة الحراك، قليلة التداخل مع بعضها البعض، فضلاً عن تواصلها مع السكان من خارجها، كالقبائل وغيرها. وكان للتواصل الضيّق مع أفراد القبائل البدوية التي كانت محيطة بالبلدات الشرقية المستقرة، أثرٌ محدود على لهجات سكان القرى، ولكن تأثيراً غير قليل قد طرأ على الشريحة التي تتعاطى التجارة ـ وهي شريحة صغيرة ـ والتي عادة ما تقطن المدن الرئيسية، كالقطيف نفسها، والهفوف. ويمكن ملاحظة حقيقة أن اللهجة القطيفية قد تأثرت أكثر ما تأثرت باللهجة البدوية، أو لنقل لهجات القبائل المحيطة بالمنطقة والتي تعيش على ضفاف الواحات، وذلك بسبب التعاطي المحدود بين الداخل الصحراوي والحضر، والذي يقوم في مجمله على مبادلات تجارية في أوقات معيّنة من السنة.

إن المجتمعات المستقرة وغير المتواصلة مع المحيط الخارجي، لا تتعرّض لهجاتها الى التغيير والتطور، بعكس التجمعات السكانية التي تعتمد حياة التنقل والترحال، كما في البادية.
ب - الهجرات وأثرها في تمازج اللهجات :تبعاً للرأي القائل بأن العرب هم أصل للعرق السامي ومن أرومتهم تفرعت الأقوام الأخرى وتشعبت قبائلها[1] . فإن أول من استوطن المنطقة ــ موضع البحث ــ هم الكنعانيون وهم أقوام عربية سامية، قدموا من أواسط شبه الجزيرة العربية نتيجة لتقلبات جيولوجية حدثت في الألف الثالث قبل الميلاد. وربما كانت تلك التقلبات، هي ما أطلق عليها بعض المؤرخين (الطوفان) [2] .

إن منطقة القطيف ضاربة الجذور في التاريخ، وكان للهجرات المتعددة اليها على مرّ القرون، أثرٌ في تكوين اللهجة القطيفية وتطويرها أيضاً. في الفترة القديمة وبعد هجرة الكنعانيين الى المنطقة جاء العمالقة، وبعدهم الفينيقيون الذين يعتقد أنهم استوطنوا جزيرة تاروت، التي تطرح آثارها ـ كما يقول محمد سعيد المسلم ـ أسئلة مهمة عن مدى العلاقة بين المنطقة والمناطق الأخرى [3] .

وفي الواقع "فإن الموقع الجغرافي للخليج العربي بحكم كونه ممراً عالمياً في الأزمنة الغابرة وهمزة وصل بين الشرق والغرب، كان مطمعاً للحضارات القديمة، وملتقى لجميع الأمم والأجناس" [4] ، ويتضح ذلك من الآثار التي اكتشفت في المنطقة الشرقية في الفترة الأخيرة، ثم تتالت الهجرات إلى الخليج حتى وصل الأمر إلى اليونانيين ومن بعدهم من البطالة والدومات. ونود هنا أن نذكر أن المنطقة في ذلك الوقت كانت عامل جذب لذلك قصدها من قصدها وقد لا تكون المصادر التاريخية قد رصدت الفئات الصغيرة التي زحفت واستوطنت في المنطقة، يوم كانت تضج بالنشاط التجاري، وهي فئات مجهولة اللهجة وربما اللغة. على ان هناك فئات بشرية غير عربية استوطنت المنطقة الشرقية، قد يكون لها أثرٌ في صناعة اللهجة القطيفية.

وبمجيء قبيلة عبد القيس واستيطانها المنطقة، والإستحواذ على خيراتها، ومن ثمّ حكمها، تتغلّب العناصر العربيّة على ما عداها، ويتقلّص الدور للعناصر غير العربية وتأثيرها، وإن بقيت تلك العناصر الى حين اندثارها.
جـ - العلاقات بدول  الجوار:
للعلاقة بدول الجوار أثرٌ في تشكيل اللهجة القطيفية، ويمكن إلحاق إمارات الخليج بلهجات البدو، كون العناصر القاطنة فيها وكذا حكامها ينتمون الى قبائل عربية متقاربة اللهجة. ومع أن العلاقة بين القطيف وامارات الخليج لم تكن قويّة بما فيه الكفاية، إلا أننا نلحظ تقارباً في اللهجة أكثر ما يكون مع البحرين، بحكم الصلات الوطيدة معها، تجارياً وعائلياً، وبحكم الهجرات الغادية والآتية من كلا البلدين (البحرين والقطيف).

كما أن القطيف تأثرت باللهجة العراقية، وكذلك بالعادات العراقية، بحكم التواصل الديني معها، حيث كان الكثيرون يفدون الى العراق للإقامة فيها فترات زمنية غير قصيرة إما للدراسة الدينية أو لزيارة الأماكن الدينية، وعادة ما تتسم تلك الزيارات بكثرة العدد والتواصل على مر السنين، فكان لذلك أثره في اللهجة القطيفية.

وقد يكون للثقافة الفارسية أثرٌ في اللهجة الخليجية عموماً، سواء في الكويت أو البحرين أو أمارات الخليج الأخرى، وقد كان ذلك الأثر مرهوناً للنشاط السياسي والعسكري للدولة الفارسية، خاصة في فترة الصراع البرتغالي الصفوي، وما تبعه من استيلاء الصفويين على البحرين، ونزوح جماعات سكانية ــ بعضها ذات أصول عربية ــ من شاطيء الخليج الشرقي.

فبحكم الجماعات الوافدة من الشاطيء الشرقي التي هي أيضاً متأثرة باللغة الفارسية، ولوجود نشاط تجاري متبادل، كان هناك تأثير على اللهجة الخليجية عموماً، نلحظ ذلك في المفردات الفارسية التي دخلت اللهجة المحلية، وكذلك في مسميات الأشياء، وفي كتابة الأرقام (4، 6).

ولليمن ولهجته أثرٌ في اللهجة القطيفية، فالقبائل النازحة الى مناطق الشرق ومنذ فجر التاريخ، كانت في المجمل تأتي من اليمن أو من مناطق قريبة منها كتهامة. فضلاً عن أن عوائل نزحت مباشرة من اليمن (مثال ذلك: عائلة السنان المعروفة في القطيف). وهنا نلحظ تشابهاً في مخارج الحروف واستعمالاتها وإبدالها في اليمن كما في القطيف، مثل إبدال (أل) التعريف بـ (أم) كما سيأتي ذكرها عند ذكر أصوات الحروف واستخداماتها في المنطقة.
د - التجارة وأثرها على اللهجة: كانت القطيف مشهورة بالتجارة في سالف الزمن حتى أن أحد المؤرخين يقول بأن كرم أهل هذه المنطقة كالبحر، من كثرة الخيرات التي كانت لديها، وقد تمتعت بشهرة عالمية قديماً حيث تمتع الفينيقيون الذين قطنوا المنطقة بشهرة تجارية ومن بعدهم الجرهائيون الذين كانت لهم ـ كما يقول المسلم ـ (أساطيل ضخمة تنقل بضائعهم عبر الخليج إلى وادي الرافدين، وقوافل منظمة تضرب فيافي الصحراء إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، حتى أصبحت مدينتهم الجرهاء مضرب المثل في الثروة والرخاء، وحاز أهلها شهرة عظيمة في الغنى والترف، حتى بلغ من أمرهم - كما يصفهم استرابون - انهم يزينون منازلهم بالعاج والفضة والحجارة الكريمة، وسقوف أبنيتهم وأبواب غرفهم بالذهب والأحجار النفيسة) [5] .

أما في عصر ما قبل الإسلام وصدره، فقد مارس أبناء عبد القيس التجارة بأفضل أحوالها "وكانت لهم أسواق عامة يمارسون فيه التجارة العامة، بشتى أنواعها مثل سوق (المشقر) بهجر" التي كان يفد إليها التجار من أماكن متفرقة يبيعون ويبتاعون، وكانت تميم تشارك عبد القيس في إحياء هذه السوق والإشراف عليها، كما كانت هناك علاقات تجارية تربط بين سكان البحرين وفارس والهند، فكانت الرماح تستورد من الهند فتصنع في البحرين وتباع فيها، وكان المسك يأتي من الهند عن طريق دارين فيباع على سكان البحرين [6] .

لا شك أن منطقة تجارية بهذا الغنى تكون مقصداً للتجار كالهنود والفرس، وموئلاً لطلاب الثروة، ينزح اليها الناس للسكنى، خاصة وأن فيها من الزراعة ما يجعلها مغرية للحضر، ومراعٍ واسعة مغرية للبدو.

من بين ما تأثرت به اللهجة الخليجية من كلمات هندية ما يلي: سامان (أدوات العمل) ـ جوتي (حذاء) ـ بياله (كوب شاي) ـ كرفاية (سرير) ـ سيده (مستقيم). وفي الفترة القريبة، جاء النفط وجاء معه سكان من مناطق مختلفة من الجزيرة العربية، كما قدم لغرض العمل الملايين من البشر من كل أصقاع الدنيا، بلغاتهم المتعددة، وعاداتهم وطباعهم، فأثروا في اللهجة المحلية كثيراً.
هـ - النظام السياسي وأثره على اللهجة:
يذكر علماء اللغة إن النظام السياسي الذي يحكم المنطقة يمكن أن يؤثر في اللغة واللهجة، خصوصاً إذا كان الموضوع مرتبطاً بالصراع اللغوي، فالقوى الغالبة تصبح لغتها هي السائدة، وكذلك اللهجة، وقد تأثرت منطقة القطيف بفعل التقلبات السياسية، فقد حُكمت من قبل الفرس بصورة غير مباشرة، وحكمت أجزاءٌ منها من قبل البرتغاليين، وحُكمت من قبل العثمانيين فأضافوا الى لهجة السكان ولغتهم، مفردات جديدة، وحكمت من قبل البادية فتأثرت بهم. لكن ما حدّ من تأثير القوى الغالبة على الأكثرية السكانية التي تعيش في القرى، أن هذه الأخيرة كانت منغلقة على نفسها، وأن القوى المسيطرة (الأجنبية منها) لم تسعَ الى فرض لغتها، بمن فيهم العثمانيون الذين اتبعوا سياسة (التتريك) في أيامهم الأخيرة في مناطق أخرى من العالم العربي.

من الكلمات القليلة التي تبقّت واستخدمت وذات جذور تركية ما يلي: تفك (بندقية) ـ تتن (تبغ) ـ أوتي (مكواة) ـ تاوه أو تاوا (صفيحة معدنية لعمل الخبز) ـ شينكو (تنك).
و - الجانب المذهبي وأثره على اللهجة:
أشرنا الى هذا الجانب في حديثنا عن العراق وتأثيره على لهجة السكان الذين هم من (الشيعة) منذ فجر التاريخ. كان من البديهي أن تتوجّه الأنظار للحواضر الشيعية القريبة (العراق وايران) غير أن عامل اللغة، كان حاجزاً في التأثر بالفارسية، وقد بقي محدوداً حتى يومنا هذا.

من بين ما يتداول من كلمات فارسية على صعيد منطقة الخليج: خوش (حسن/ جيد) ـ دريشة (نافذة) ـ دروازة (بوابة) ـ روزنة (مكان في الحائط كالحفرة يستخدم كرف ـ سيم (سلك) ـ سيخ (يستخدم في شواء اللحم وغيره ـ غوري (اناء صنع الشاي) ـ قفشة (ملعقة) ـ دوشق (فراش).

وينبغي ملاحظة أن الثقافة الفارسية متأثرة باللغة العربية بشكل كبير للغاية، أما تأثيرها في اللغة العربية حتى في لغة السكان القريبين منها فجدّ محدود.

أما وضع العراق فمختلف، فهو عربي، وكان مركز الثقل الديني للتشيع لقرون عديدة، فكان طلاب العلم يأمونه، فمنه يتخرج العلماء من الحوزات الدينية، وبأهله يتواصلون، وبعاداته يتأثرون. وقد اصطبغت اللهجة القطيفية ـ خاصة بين سلك العلماء ـ بالعديد من الكلمات العراقية، وأصبحت لغة الخطاب الديني في المواليد والعزاء عراقية.
الكلمات المشتركة في اللهجة القطيفية والعراقية
في اللهجة العراقية في اللهجة القطيفية في اللغة العربية
اللزكه

جاي

الصاية

الملا

الجندة

عتيج

قيمر

نرجيلة

فانوس
 
اللزكه

جاي

الصاية

الملا

الجنطة

عتيق ـ عتيج

قيمر ـ قشطة

نارجيلة

فانوص ـ فانوس
 
اللصقة

شاي

الثوب به فروج

الخطيب

الحقيبة

قديم

قشطة

ــ

مصباح
 
 (التحدير، التنبيت، الصرام، الترويس، الجناز.. الخ)، وما يتعلق بصناعة النخيل مثل: وفي العراق يقال باذنجان (أسود) وطماطه (حمره).. وهذا التصريف يستخدم في المنطقة، ويقول العراقي (الصحن) ويقصد به الإناء الذي يقدم فيه الطعام، ويمكن أن يقصد به باحات المساجد، مثل صحن الإمام الحسين أو صحن العباس ، وكذلك ابن المنطقة يستخدم هذه الكلمات بمعانيها، وقد يستخدم الصحن تعبيراً عن باحة المنزل (صحن البيت) ولكنه يستخدم الحوش اكثر من الصحن، وكذلك العراقي يمكن أن يستخدم الحوش في كلامه عن البيت. ولا يمكن أن يستخدم العراقي منها لها وهناك كلمات أخرى ولكن للتدليل على المسألة اكتفينا بما أوردناه [7]  .
ز - تعاقب الأزمان وتغير الأحوال الاقتصادية والثقافية:
وهذا الأمر غاية في الأهمية، فتغير حالات السكان من الفقر إلى الغنى، أو من الزراعة وغوص البحر إلى العمل في الشركات، ومن المستويات الثقافية المتدنية بسبب عدم توافر التعليم إلى مستويات عالية من الثقافة، يغير من صورة اللهجة. تختلف اللهجة الدارجة اليوم كثيراً عن صورتها أيام آبائنا وأجدادنا، حيث اختفت الكثير من الكلمات والمصطلحات التي أصبحت غير مستساغة فقلّ تداولها نتيجة لضمور أصولها، وكذلك نتيجة ضعف استخداماتها، مثل الكلمات المستخدمة أيام الغوص لصيد اللؤلؤ مثل: الغبّة: لجّة البحر، يتنوخذ: يبرز نفسه كرئيس، الحنيج: العنيد، دوّك الهوا: هدأ وسكن، بخت: حظ، المغلقة: سكين معقوفه تفتح بها صدف المحار[8] ، وكذلك كلمات: السيب، والغيص، والرديف، والنهام، والعزال، وتباب، والفطام. أو مثل الكلمات المرتبطة بزراعة وتشذيب التخيل التي تقلّص استخدامها، ولم يعد يعرفها الجيل الجديد مثل: الزبيل، السرّود، العسو، والمنزّ، والقفعة، والمرحلة وغيرها.

كلما تطور الجيل وتعلم، وتطورت حياته الإقتصادية وارتبطت بسبل أخرى، تخلّى عن الكلمات القديمة، لصالح كلمات جديدة تمثل مستواه التعليمي وأسلوبه في الحياة العصرية. قليل من الناس من الجيل القديم يستخدم كلمة مثل: زتِّتْ وتعني عجِّلْ. أو: هوِّد على الولد وتعني اربت عليه بلطف لكي ينام، وكلمة فنر: وتعني الفانوس أو ما يقاربه.

تأثرت الأجيال الحالية، بالكلمات الإنجليزية نتيجة التعامل بها في شركة النفط، واختلاطهم بالأجانب، الذين أدخلوا مصنعات غربية لم يعرف الناس أسماءها إلا من خلالهم، فبقيت تلك الأسماء الإنجليزية نفسها، مثل: غلاس، أو غلاص، وتعني الكأس، أو كلمة ليت ولمبة وتعني المصباح، أو حفيز (وتعني المكتب/ أوفيس) أو باص، وبروش، وفريم، وليسن (رخصة السواقة)، وتنديل، ولف (حنفية)، سترول (سويت رول)، كنديشن، بطل (زجاجة)، صندوق تجوري ( treasure  chest).

ومع كل المؤثرات على اللهجة الخليجية عامة، والقطيفية خاصة، بقيت هذه اللهجة في أمان كبير من الانحراف اللغوي، وهي أقرب إلى النطق العربي الفصيح من غيرها، وسيتبين لنا ذلك من خلال المرور على أصوات الحروف العربية وكيفية نطقها في منطقة القطيف.
جدول يبين وصف الأصوات اللغوية مرتبه حسب مخارجها
صوت الوصف
ب

ت

د

ط

ض

ك

ق

ء

م

ن

ل

ر

ف

ث

ذ

ظ

س

ج

ص

ز

ش

خ

غ

ح

ع

هـ

و

ي
 
صامت مجهور شفوي انفجاري

صامت مهموس سني انفجاري

صامت مجهور سني انفجاري

صامت مهموس سني (مفخم) انفجاري

صامت مهموس سني (مفخم) انفجاري

صامت مهموس حنكي قصي انفجاري

صامت مهموس لهوي

صامت حنجري انفجاري (غيرمهموس،غير مجهور)

صامت مجهور شفوي أغن

صامت مجهور سني أغن

صوت لثوي جانبي مجهور

لثوي مجهور مكرر

صامت مهموس شفوي سني احتكاكي

صامت مهموس بين اسناني احتكاكي

صامت مجهور بين اسناني احتكاكي

صامت مجهور بين اسناني احتكاكي (مفخم)

صامت مهموس لثوي احتكاكي (مفخم)

صامت مهموس لهوي احتكاكي

صامت مهموس لهوي احتكاكي (مفخم)

صامت مجهور لثوي احتكاكي

صامت مهموس لثوي ــ حنكي احتكاكي

صامت مهموس حنكي ــ قصي احتكاكي

صامت مجهور حنكي ــ قصي احتكاكي

صامت مهموس حلقي احتكاكي

صامت مجهور حلقي احتكاكي

صامت مجهور حنجري احتكاكي

شبه صائت مجهور شفوي حنكي قصي

شبه صائت مجهور مكسور (= غير مضموم) حنكي وسيط
 
 التعريف بالمصطلحات: 
(1) الصوت المجهور: هو الصوت الذي تحدث عند إصداره ذبذبات في الوترين الصوتيين.
(2) الصوت المهموس: هو الصوت الذي لا تحدث أثناء صدوره ذبذبات في الأوتار الصوتية، أي أنه عكس المجهور.
(3) الصوت الانفجاري: هو الصوت الذي يخرج معه هواء الرئتين (أو النفس) فجأة بعد انحباسه عند نقطة المخرج.
(4) الصوت الاحتكاكي: هو الصوت الذي يحدث عند صدوره احتكاك مسموع عند نقطة المخرج بسبب ضيق مجرى الهواء فيه.
(5) الصوت المركب: ويسمى بالصوت (الإنفكاكي) للاختصار. وهو صوت مركب ينحبس فيه النفس عند نقطة المخرج، ثم بدلاً من اندفاع الهواء فجأة يتم انفصال أعضاء النطق عند المخرج تدريجياً، بحيث يصدر عن ذلك احتكاك مسموع.
 رموز الأصوات الممزوجة: 
J /  جـ ـ وهو صوت لثوي مزجي متحول عن الحرف (ك) وخاصة عند مجاورة أصوات اللين الأمامية، نحو سمك فتنطق (سمج).
G/ ك ـ وهو صوت مزجي متحول عن (ق) وهو ما بين الكاف والقاف نحو قفل تنطق كفل.
G /  ك ـ وهو صوت طبقي شديد مجهور يوافق الجيم المصرية.
 نطق الأصوات
 
(1) صوت الباء (ب): صامت مجهور شفوي انفجاري، مثل: باب - بركه - شباب. وتنطق في اللهجة القطيفية النطق الشائع.
(2) صوت التاء (ت): صوت صامت مهموس سني انفجاري، مثل تاروت - تابوت - توفيق. وتنطق في اللهجة القطيفية النطق الشائع.
(3) صوت الدال (د): صامت مجهور سني انفجاري. مثل: دانية - ديك - أمجد، وتنطق في اللهجة القطيفية بصوت الدال المهملة.
(4) صوت الطاء (ط): صوت صامت مهموس سني (مفخم) انفجاري، مثل: طارق، طيور، رطب، وتنطق في اللهجة القطيفية النطق الشائع.
(5) صوت الضاد (ض): صامت مجهور سني (مفخم) انفجاري، مثل: ضيف - بضاعة - مريض. وتنطق في اللهجة القطيفية دالاً مفخمة، كما هي في كثير من اللهجات العربية الحديثة، وهو الشكل الذي تحولت إليه الضاد حديثاً، بعد أن مرت بأطوار تاريخية حتى وصلت إلى ما هي عليه في لهجتنا الحديثة. وهناك من يقول أن الضاد القديمة كانت قريبة المخرج من الصاد، والعلاقة بينهما الأطباق، وروى السيوطي قول العرب (بعير صباصب [ضباضبا]) و (متضامن) مثل الامتصاص. وجاء في اللسان من أن (الحضب لغة في الحصب، وعليه قرأ ابن عباس حصب جهنم " منقوطة " قال القراء: يريد الحصب) [9] .
وهناك من يقول أن الضاد القديمة كانت قريبة من الطاء، وقد اجمع الرواة على أن الطاء صوت مجهور، أي أنها تشبه الضاد الحديثة، فيكون الإبدال قد حدث بين الصاد والضاد.

أما اللهجة الحديثة فقد فرقت بين الضاد وبين سائر حروف الإطباق كالظاء وغيرها، ولا يزال هذا الفرق واضحاً في اللغة العربية النموذجية التي يتكلم بها الخاصة، ولكن الخلط بين الضاد والظاد قد انتشر وذاع صيته في العصور المتأخرة.
(6) صوت الكاف (ك): صامت مهموس حنكي قص انفجاري، مثل: كبير - كريم - أخوك. ويلاحظ في لهجة أهل القطيف أشكال مختلفة لنطق الكاف:
1- نطق الكاف النطق الفصيح كما هو في اللغة الفصحى.
2- قلب الكاف إلى صوت قريب من صوت الشين والجيم، ويرمز له بالرمز (جـ) أي صوت مركب مهموس ( J). وهي ظاهرة صوتية منتشرة بكثرة بين أهالي منطقة القطيف وهي تشبه إلى حد بعيد ( CH) ويعتقد أن هذا الحرف ذو أصول فارسية، فيقال (سمج، ديج، باجر، جلب، سجين) بمعنى (سمك، ديك، باكر، كلب، سكين) ولذلك قال الشاعر الشعبي المرحوم عيسى بن محسن:
ما لوم أنا الدهر لو جر سجاجينه (سكاكينه)
والهم بهواك ما ونّت سجاجينه
محمل غرامي وشل وانحطت سجاجينه
أصفيت محتار محد نظرني وعظ
والنصح ما جاب في قلب الميتم وعظ
مثل الجمل لو طاح كثرت سجاجينه [10] 
وتقول الأمثلة الشعبية:
" جنه (كأنه) جمل هايج".
" جنه سوسه عميا" [11] 
وفي الخليج العربي:
" جنهم حراسين مقدّر عنهم الما"[12]   ، بمعنى (كأنهم سمك صغير نفذ الماء عنهم).
3 ـ قلب كاف المخاطبة إلى شين: وهي ما تعرف قديماً بظاهرة الكشكشة، وهي ظاهرة منتشرة بشكل كبير بين أهالي منطقة القطيف عدا القليل النادر من الطبقة المتعلمة منهم، يقولون: (أبوش، أخوش، جدش، قلمش) بمعنى: (أبوكِ، أخوكِ، جدكِ، قلمكِ).
وهذه الظاهرة كانت منتشرة عند العرب، يقول سيبويه: (فأما ناس كثير من (تميم) وناس من (أسد) فإنهم يجعلون مكان الكاف للمؤنث الشين، وذلك انهم أرادوا البيان في الوقف لأنها ساكنة، فأرادوا أن يفصلوا بين المذكر والمؤنث، وأرادوا التحقيق والتوكيد في الفصل لأنهم إذا فصلوا بين المذكر والمؤنث بحرف كان أقوى، من أن يفصلوا بحركة، فأرادوا أن يفصلوا بين المذكر والمؤنث بهذا الحرف) [13]   وقد ورد في كلام العرب قول الشاعر:
فعيناش عيناها وجيدش جيدها •  سوى أن عظم الساق منش رقيق
بمعنى:
فعيناكِ عيناها وجيدكِ جيدها •  سوى ان عظم الساق منكِ رقيق [14]

وهذه طريقة نطق موجودة في لهجة الكويت وقطر والبحرين والعراق. ويقر الباحث اللغوي الدكتور عبد العزيز مطر بوجود الكشكشة في هذه البلدان، ويتوقف طويلاً أمام صورتها لدى الشيعة في البحرين، باعتبار انهم أكثر استخداماً لها من بقية أبناء الخليج فيقول:
(حدثني الشيخ سليمان المدني من جد حفص، والشيخ محمد صالح بن الشيخ محسن من الكورة، أن الشين في خطاب المؤنثة إلى جانب شيوعها في لهجات مناطق معينة في البحرين، تشيع أيضاً في القطيف والأحساء في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية) [15] . وهذه الكشكشة موجودة في اليمن، ومنها قول الشاعر الشعبي:
طالب العمر مائتي سنة بعد اهواش
بعدها الموت لاضلاعنا، لاخلاقنا ولا اوحاش
يا دنيا ترى انت حظ من كان يهواش
يعشقوش قلال الدين، واهل التقى أعداش
يعلم الله لمن ذى قد دعيته وما خاش
والله اليوم ما تسوى لمن يعرف أو ناس [16] 
(7) صوت القاف (ق): صوت صامت مهموس لهوي، مثل: سوق، قبيلة، قارب. ويلاحظ في لهجة أهل القطيف أشكال مختلفة لنطق القاف:
(1) نطق القاف النطق الفصيح.
(2) قلب القاف إلى ( g) (17) ( قاف بدوية، مع أن أهل القطيف حضر مما يشير إلى أصول بعضهم البدوية، والى تأثرهم بمحيط ديرتهم الذي تقطنه البادية). وظاهرة قلب القاف هذه، منتشرة بين أهالي منطقة القطيف بصورة كبيرة فيقولون: (كفل، شوك، كلم) بمعنى (قفل، سوق، قلم) وهي لغة أهل تميم، ومنه قول الشاعر:
ولا اكول لكدر الكوم كد رحلوا
 ولا اكول لباب الدار مكفول
بمعنى:
ولا أقول لقدر القوم قد رحلوا
 ولا اقول لباب الدار مقفول
وفي هذا يقول الشاعر الشعبي عيسى بن محسن:
يا خوي أنا مبتلي والكلب شارب قهر
ضيم ومذلة وهضم والله معيشة قهر
ما تم بي يوم غير الكلب شارب قهر
اعوذ بالله دنيا اشلون تاليها [18] 
والملاحظ أن الشاعر قلب القاف التي تأتي  بعد أل التعريف، ولم يقلب ألقاب التي تأتي في أول الكلمة، وذلك حسب ما قاله بعض الرواة، وكتبوا سماعياً.

(3) قلب القاف كافاً كما في قول أهل بعض القرى: كول ليهم بدل (قل لهم) وكان هذا النطق منتشراً في بعض قرى (المحيط) وهي الآن في طريقها إلى الانقراض.. وهذا النطق مستخدم في فلسطين وجنوب لبنان.

(4) قلب القاف غين: وهي ظاهرة صوتية منتشرة بين أوساط أهالي مدينة سيهات وبعض أهالي دارين والزور وعنك فيقولون: (الغرآن الكريم)، (غال الرسول الكريم)، و(النغل الجماعي). بمعنى (القرآن الكريم، قال الرسول الكريم، والنقل الجماعي). وهذه موجودة عربياً في السودان، والكويت، وقطر، وغربي الصحراء الجزائرية.. ذلك لأن مخرج صوت القاف قريب من مخرج الغين، إلا أن صوت الغين احتكاكي مجهور، والقاف انفجاري مهموس، وهذه الظاهرة تقترب من الزوال في مناطق القطيف.
(8) صوت الهمزة (ء): صوت صامت حنجري انفجاري غير مهموس وغير مجهور مثل: (أب، أخ، كأس، لؤلؤ، جائزة) وهناك أشكال مختلفة في نطق الهمزة في القطيف:
1-  نطق الهمزة كما في اللغة الفصحى.
2- إبدال الهمزة من جنس ما قبلها (الهمزة بين بين) ويقول الدكتور إبراهيم كايد ( E): (إن هذا الإبدال يسمى تسهيل الهمز) ومن أنواعه:
أ- قلب الهمزة إلى ألف ساكنة، إذا كان ما قبلها مفتوحا، نحو (راس، ، فاس، كاس) بمعنى (رأس، فأس، كأس).
ب- قلب الهمزة إلى ياء ساكنة، وذلك إذا كان ما قبلها مكسوراً وألفاً نحو (ذيب، بير، جايزة، ماي) بمعنى (ذئب، بئر، جائزة، ماء). يقول ابن جني في هذا الصدد (كل همزة ساكنة انكسر ما قبلها وأردت تحقيقها قلبتها ياء خالصة) [19] .
ج - قلب الهمزة إلى واو، وذلك إذا كانت ساكنة وما قبلها مضموم نحو: (لوم، شوم، لولو) بمعنى (لؤم، شؤم، لؤلؤ). ويعلق ابن جني على ذلك بقوله: (أن تكون الهمزة مفتوحة وقبلها ضمة، فمتى أثرت التخفيف اقلبها واواً) [20] . ويعلق على هذه الفقرة السيد عدنان العوامي ( EE) بقوله: (إن معظم الناطقين باللغة العربية ينطقونها مقلوبة إلى واو، فلا أحد ينطقها مشددة (لؤلؤ) وإنما (لولو).
3 - قصر الممدود ونطق الألف والهمزة بعدها اقرب إلى الهاء نحو (سمة، دوه، بنه) بمعنى (سماء، دواء، بناء)، بينما يرى السيد عدنان العوامي بأن قصر الممدود يتم بحذف الهمزة مثل (سما، دوا، بنا) مكان (سماء، دواء، بناء) وهو الأقرب للصحة.
4 - تبدل الهمزة ياءً لغير علة طلباً لتخفيف نحو (توضيت، بديت، قريت) بمعنى (توضأت، بدأت، قرأت) [21] .
(9) صوت الهاء (هـ): مهموس حنجري احتكاكي مثل (هدى، مهدي، خالده). وينطق أهل القطيف الهاء النطق الشائع، وفي بعض الأحيان هناك بعض التغييرات يجريها السكان على أسماء الإشارة كأن يقال: هاذول وذولاك في اولئك - وذوك وذوكا وذيك في ذلك، وذيه، وهادي، هادا في هذا وهذه وغيره، مما يمكن أن نشير إليه في التغيرات العامة في الأسماء الموصولة والإشارة والاستفهام.
(10) صوت الميم (م): صامت مجهور شفوى (= شفتاني) أغن، مثل: مريم، مقداد، مداد، وتنطق الميم في اللهجة القطيفية النطق الشائع.
(11) صوت النون (ن): صامت مجهور سني أغن، مثل: نديم، أنوال، سلمان، وتنطق في لهجة أهل القطيف النطق الشائع. يلاحظ أن نسبة كبيرة من أهالي القطيف لا يدغمون النون الساكنه مع الأصوات الأخرى في قراءتهم العادية، لكنهم يدغمونها في قراءتهم للقرآن الكريم.
(12) صوت اللام (ل): صوت لثوي جانبي مجهور. لاحظ نحاة العرب أن المتكلمين العرب يستخدمون نوعين من اللام، اللام المفخمة، واللام المرققة. والمثال في الأولى (الله) وفي الثانية (لك)، وكذلك اللام في اللغة الإنكليزية مثل DARK  L اللام المعتمه (القاتمه) واللام المرققة ( CLEAR  L). والفارق بين اللامين بالدنين، ففي المرققه يرتفع وسط اللسان تجاه الحنك الصلب (وسط الحنك)، أما المفخمة فيرتفع أقصى اللسان نحو (الحنك اللين) مثل: لندن، الله، فلاح.

وينطق أهل القطيف اللام كما هي في النطق الشائع سواء أكانت مرققة أو غليظة، ويلاحظ أن صوت اللام يقلب إلى صوت الراء في كلمة (بنطلون) فتنطق (بنطرون) [22] ، ويرجع ذلك إلى تقارب صوت اللام من صوت الراء في المخرج والصفة، وكلاهما صوت لثوي مجهور، إلا أن صوت اللام جانبي.

وقلب اللام الى راء موجود مثيله في كلام العرب، مثل قولهم: طلمساء وطرمساء للظلمة، ويقال سهم املط وامرط إذا لم يكن له ريش وقد تخلط وتمرط [23] .
(13) صوت الراء العربي (ر): صامت مجهور لثوي مكرر، مثل: رجل - ربابة - مطر - سقر، مع فارق بسيط مع الراء الفرنسية ( R) التي هي صامت مجهور لهوي مكرر. وتنطق الراء في لهجة أهل القطيف النطق الشائع.
(14) صوت الفاء (ف): صامت مهموس شفوي سني احتكاكي، مثل: سفر، فرس، ملف. وفي لهجة أهل القطيف تنطق الفاء النطق الشائع.
(15) صوت الثاء (ث): صامت مهموس بين أسناني احتكاكي، مثل: ثناء - ثوب - ثلاثة، ويلاحظ أن هناك عدة أشكال للنطق بهذا الحرف في القطيف:

أ - النطق الشائع، ويعتمدها في الأكثر المتعلمون والمثقفون والشعراء والخطباء وعلماء الدين.
ب - قلب الثاء إلى فاء، وهو موجود بكثرة عند أهالي المنطقة، فيقولون: (فلافه، فوب، فلاجه). وليست كل الكلمات تقلب إلى فاء فـ (ثعبان، ثعلب، طالب ثانوي) تنطق كما هي. وتعتبر منطقة القطيف كسائر مناطق الخليج من المناطق التي حافظت على اخراج الثاء من مخارجها الصحيحة، مع بقية الاصوات الاسنانية (أو بين الاسنانية) والتي يتصل طرف اللسان فيها بأطراف الثنايا العليا والسفلى مثل صوت الذال والظاء [24] . وصفات هذه الأحرف القادمة من اللغة العربية الفصحى هي: الهمس والرخاوة والانفتاح في الثاء، والجهر والانفتاح في الذال، والجهر والرخاوة والاطباق في الظاء، ومثلها صوت الضاد.
ونرى تغير مخارج هذه الأحرف وصفاتها في لهجات عربية كثيرة، حيث تنطق الثاء: تاءً أو سيناً، وتنطق الذال: دالاً أو زاياً، وتنطق الظاء ضاداً أو زايا مفخمة[25] .

ويعلق الدكتور عبد العزيز مطر على هذه الظاهرة بقوله: يتبين لنا أن كل (ثاء) في العربية تنطق (فاءً) في منطقة متميزة، على غير ما عهدنا في اللهجات التي تغير فيها صوت الثاء إلى تاء أو سين [26] . وقلب الثاء فاءً يتحدث بها السكان بشكل اعتيادي كوارثه من السلف إلى الخلف، ولكن سرعان ما يتخلى عنها الفرد اذا ما أوغل في المراحل التعليمية، واختلط مع مجتمعات اخرى، وهذه الظاهرة قديمة تعود إلى لهجة أهل الحجاز في طائفة من الالفاظ، فيقال في الحجاز (تلفم) تلفما ولفاماً، مقابل (تلثم).[27] .

ويقول ابن جني: ان العرب تقول في العطف: قام زيد فم عمرو، وكذلك قولهم: جدف وجدث [28] .

ويقول ابن السكيت في ابداله في تفسير هذه الظاهرة، ان الحرفين الثاء والفاء (مهموسان رخوان لذا لا يعسر تبادلهما) [29] . ولا فرق (عند سيبويه) في مخرج الحرفين، غير أن مخرج الثاء مما بين طرف اللسان وأطراف الثنايا، والفاء مجاور له في المخرج - إلا أنه - من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا[30] .

وظاهرة قلب الثاء الى فاء تلاحظ في بعض دول الخليج كالكويت والبحرين، وكذلك في اليمن. ففي الكويت يقولون (فوب، فلف، فلفين) بمعنى (ثوب، ثلث، ثلثين). اما في البحرين فيذكر الباحث المتخصص الدكتور عبد العزيز مطر، إن هذه الظاهرة موجودة في البحرين، وانها احدى خصائص لهجة الشيعة في البحرين [31] ، وانه سمعها اثناء جولة له في قرى: توبلي، جد حفص، جزيرة النبيه صالح والدير.. وغيرها.

ويضيف: (سجلت حديثاً للمواطن البحراني سلمان بن قاسم، وجاء في سياق حديثه عن الشيوخ، اصحاب الارض المحيطه به، اسم (تشيخه فاجبه) هكذا نطقها.. وسألت من كان معي عن هذا الاسم فقيل لي يعني (ثاجبه) [32] . وتابع: (سمعت احدى طالباتي من بلدة سنابس تقول: اش كفر؟ وهي تعني: اش كثر (أي كم)؟ [33] .

ومن الجدير بالإلفات ان أهالي القطيف لا يبدلون كل ثاء إلى فاء، خصوصاً اذا ارتبطت الثاء بالاسماء.

ويذكر المتخصصون بأن منطقتي (المكلا) و (الشحر) في جنوب اليمن ينطقون الثاء فاء، فيقولون: فلافه، وفلافين، وفوم، وتحدف، بدلاً من: ثلاثة، وثلاثين، وثوم، وتحدث [34] . وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: (فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الارض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها) [35]  (البقرة آية 61).
(16) الذال (ذ): صامت مجهور ما بين اسناني احتكاكي، مثل: ذهب، ذئب، رذيلة. وفي لهجة أهل القطيف لا تنطق الذال ذالاً معجمة، وانما تنطق الذال دالاً مهملة، وهناك ظاهرة لا تزال عند كبار السن، وعند بعض المتعلمين، وهي:
أولاً) تفخيم صوت الذال في كلمتي (تذوق، تذكر) فتنطق بالضاد في جميع التصريفات فيقولون (ضكر، يضكر، تضّكر، تضكراً) بمعنى (ذكر، يذكر، تذكر، تذكراً) وايضاً (تضوق، تضوقاً) بمعنى (تذوق، تذوقاً). وهذا النطق موجود في كل من البحرين والكويت ايضاً.
(17) صوت الظاء (ظ): صامت مجهور بين اسناني احتكاكي (مفخم)، مثل: الظهران، الظهر، نظارة. وأهل القطيف ـ في المجمل ـ لا ينطقون الظاء ظاءاً، انما ينطقونها ضاداً. وفي لهجة تميم، نجد ان الضاد تقابل صوت الظاء في بعض الألفاظ، من ذلك قول الشاعر:
إلى الله أشكو من خليل أوده •  ثلاث خصال كلها لي عائض[36] .

ويقول الفراء: إن أهل الحجاز يقولون: فاظت نفسه، وقضاعة وتميم وقيس تقول: فاضت نفسه [37] .
و في لهجة أهل الشام يقولون (الضهر، ضل، ضليت) بمعنى (الظهر، ظل، ظليت). اما في مصر فقد شاع استخدامهم الزاء مكان الظاء فـ (الزابط، والزهر) تعني (الظابط والظهر).
(18) صوت السين (س): دصامت مهموس لثوي احتكاكي مفخم، مثل: سيارة - أسد - حارس. وينطق أهل القطيف السين كما في اللغة الفصحى. وهناك ظاهرة صوتية منتشرة في انحاء المنطقة وهي قلب السين إلى صاد، وذلك عند مجاورة السين لحرفي الطاء والخاء كـ(صاخن، صخرية) بمعنى (ساخن، سخرية). وقد وجدت هذه الظاهرة اللغوية لدى فرع من تميم حيث يقلبون السين صاداً عند أربعة أحرف: عند الطاء والقاف والغين والخاء، فيقولون: سراط وصراط، وبسطه وبصطه، وسيقل وصيقل [38] . ويقول ابن جنى انه اذا كان بعد السين غين أو خاء أو قاف أو طاء جاز قلبها صاداً [39] .
(19) صوت الصاد ( ص): صامت مهموس لثوي احتكاكي مفخم، مثل: صراط - مصير - محيص. وينطق أهل القطيف صوت الصاد كالنطق الشائع.
(20) صوت الزاي (ز): صامت مجهور لثوي احتكاكي، مثل: زهير - مزهرية - عزيز. وينطق أهل القطيف حرف الزاي النطق الشائع، وقد يأتي مفخماً كما في اللهجة المصرية (ظاهر ZAHIR) و (ضابط ZABIT).
(21) صوف الشين (ش): صامت مهموس لثوي حنكي احتكاكي، مثل: شمس - مشرف - مشمش. وتنطق الشين في القطيف النطق الشائع، ولكنه في بعض اللهجات قد تكون منقلبة أو بديلاً صوتياً للجيم الساكنه كما في (مجتمع ومشتمع).
(22) صوت الخاء (خ): صامت مجهور حنكي قص احتكاكي، مثل: خالد - سخانه - فخ. وينطق أهل القطيف الخاء النطق الشائع.
(23) صوت الغين (غ): صامت مجهور حنكي قص احتكاكي، مثل: غريب - غبار - رابغ، وتنطق عند أهل القطيف النطق لشائع، وقد تكون هذه الغين آتية من أصل القاف كما أسلفنا.
(24) صوت الحاء (ح): صامت مهموس حلقي احتكاكي، مثل: حوت - الرحمن - الفتاح. وينطق أهل القطيف الحاء المهملة شائعة النطق.
(25) صوت العين ( ع): صامت مجهور حلقي احتكاكي، مثل: عنيد - ثعلب - ضبع، وينطق أهل القطيف صوت العين النطق الشائع، الا في كلمة واحده وهي كلمة (أعطى) فان العين تقلب نوناً فتصبح (أنطى) وهي ظاهرة معروفة لدى العرب باستنطاء هذيل، ولا تزال مستخدمة على لسان أهل البحرين والكويت والعراق بشكل اكبر.
(26) صوت الواو (و): شبه صائت مجهور شفوي حنكي قص، مثل: ولد - توحيد - زهور. وتنطق النطق الشائع، وتخفف الهمزة في قولهم: (لولو) بدلاً من (لؤلؤ)، ونجد هذا التخفيف في الاستعمال في البحرين والكويت، وفي أكثر البلدان العربية.
(27) صوت الياء (ي): شبه صائت مجهور مكسور (= غير مضموم) حنكي وسيط (غاري)، مثل: يزيد - معاوية - صيدلية. وتنطق الياء عند أهل القطيف النطق الشائع.
ظواهر صوتية أخرى في لهجة أهل القطيف
أ- هاء السكت بعد ياء المتلكم
زيادة هاء السكت بعد ياء المتكلم في الكلمات: كتابيه، عميه، خاليه، بدلاً من (كتابي، عمي، خالي). وهذه ظاهرة موجودة في بعض مناطق القطيف، وأشهرها شيوعاً في مدينة سيهات، وهذا الاستخدام ليس غريباً اذا ما عرفنا ان القرآن الكريم استخدمه في قوله تعالى: (فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه، اني ظننت أني ملاق حسابيه). وقوله تعالى: (واما من أوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم أوت كتابيه، ولم أدر ما حسابيه). وقوله تعالى: (ما أغنى عنّي ماليه، هلك عني سلطانيه).
والظاهرة هذه موجودة في البحرين وفي قطر.. إذ يوضح الباحث الدكتور عبد العزيز مطر إنها موجودة بشكل جزئي في دولة قطر، وبالتحديد عند قبيلة المهاندة، وإنها محصورة عند كبار السن [40] .
ب - إبدال (أل) التعريف بـ (أم) التعريف: وهي ظاهرة صوتية آخذة في الانقراض، مع أنها كانت موجودة بشكل شبه عام في جميع قرى وبلدات منطقة القطيف، فيقال مثلاً: (علي ام فخر، وكاظم ام فارس، وصالح ام باقر ) بدل (علي الفخر، وكاظم الفارس، وصالح الباقر). وهذه الطريقة من النطق تستخدم في تهامة، وقد ظهر أن هناك في اليمن من يستخدمها.
ج - تغير التعامل مع الضمائر: فهنا يتعامل أبناء المنطقة بشكل مختلف عن الشائع في الفصحى:
1- أنت: للمخاطب المذكر تنطق كما هي. لكن للمؤنث يتغير الخطاب، فتزاد الياء، أو الياء والنون بدلاً من الكسرة، فيقال (انتي، انتين)، غير أن الأهالي لا يلحقون بالفعل ياءاً ونوناً فيقولون: انتين اسمعتي؟،  انتين نجحتي؟، أو ما نجحتي؟. وذلك بخلاف بسيط مع اللهجة البحرينية التي تضع ياءاً ونوناً: انتين نجحتين، وانتين سافرتين وجيتين؟.
2- أنتما: للمخاطب المثنى، فعادة ما يستخدم أبناء المنطقة صيغة الجمع: انتم للمذكر، أو يقلبون الميم واواً فتصبح: أنتو، وفي أحيان أخرى يقال: انتونا للمخاطبين والمخاطبتين، وانتونا سمعتوا ولا ما سمعتوا؟. أما المؤنث فيقال لهن: انتونا (أو انتونه) سمعتون ولا ما سمعتون؟.
هل جاء ضمير (انتين) من اللغة الآرامية؟.
ويذهب الباحث الدكتور عبد العزيز مطر، الذي تابع هذه الضمائر لدى شيعة البحرين، الى القول: ( قد يكون الضمير انتين من الضمائر الآرمية والسريانية ـ وهي لهجات الآرامية ـ  ولكن الضمير (انتين) فيها لجمع المخاطبات، فيحتمل أنه تطور في لهجة الحارنة، وربما في فترة بعيدة في كل اللغات، ويؤيد ذلك أنني وجدت الضمير نفسه: إنتين، في لهجة محافظة (إب) في اليمن، يستعمل للمثنى المؤنث فقط، فهو مرحلة بين المفرد والجمع، أما الضمير (انتون) فهو في الآرامية والسريانية لجمع الذكور المخاطبين، كما هو في لهجة البحارنة) [41] .

ويضيف المؤلف: (ومما يؤيد انتماء الضميرين: أنتين وأنتون، إلى الآرمية، أن لهجة شيعة البحرين قد خلت أصواتها من الأصوات الأسنانية: الثاء والذال، والظاء، حيث تنطق الأولى: فاءاً والثانية دالاً، والثالثة: ضاداً، كالضاد المصرية، وليس كالضاد الخليجية القريبة جداً من الضاد.. وهذه الأصوات الأسنانية غير موجودة في الآرامية والسريانية.. وقد خلت منها جميع اللهجات المتأثرة بالآرامية والسريانية، كلهجات: سورية، لبنان، فلسطين، ومصر، ما عدا البدو في الصحراء الشرقية، والصحراء الغربية).
د - طريقة نطق أسماء الإشارة (هذا، هذه، هاذان  هاتان، هؤلاء، أولئك): هذا، هذه: وتنطق النطق الشائع في المجتمع القطيفي، ولكنها تأخذ النطق في الذال حرف الدال فيقال هدا، هده. وكلا الحرفين أسناني غير أن (الذال) ما بين أسناني احتكاكي والدال سني انفجاري، وتستخدم (ذيه، تيه) في هذا وهذه.
هاذان، هاتان: لا نجد في اللهجة ما يدل على استخدام أسماء الإشارة للمثنى، واستعيض عنها بأسماء إشارة تدل على الجمع، فيقال: (هذول، هدول، هذوله، هدوله). ويتضح استخدام الدال الإنفجارية في (تاروت). وكذلك تستخدم كلمة (ادول) ذات الإستخدام السابق، وتختص بها بعض قرى القطيف، وكذلك (ذولا، وذولاك، هدولاك) للقريب والبعيد (وذوك، وذوكا) في أولئك وفي ذلك، وتستخدم (تيك) مكان (تلك).
هـ - استخدامات الأسماء الموصولة وطريقة نطقها (الذي، التي، اللذان، اللتان، اللواتي، اللاتي، الذين):
تستخدم المنطقة كلمة (اللي) بدلاً من (الذي) و (التي)، وقد تستخدم في بعض الأحيان للمثنى والجمع المؤنث والمذكر، وتستخدم الذين عن الجمع المذكر والمؤنث، وفي بعض الأحيان تستخدم (اللي) آنفة الذكر.
و- أدوات الاستفهام في اللهجة القطيفية (لماذا، كيف، من، هل، متى، أين):
وتنطق أدوات الاستفهام محرفة، فيستخدم أبناء القطيف كلمات مثل: ايش بمعنى (ماذا).. كقولهم: أيش تقول، أو أيش قلت. أما كلمة (ليش) فتحل محلّ: لماذا؟ كقولهم: ليش ضربت الولد؟ وليش سافرت؟. أما مفردة (ويش) فتعني: ماذا؟ كقولهم: ويش قلت؟ أي ماذا قلت؟ ويش صار؟ بمعنى ماذا حدث؟.
ويقال: هادامن، أو هدامن؟ أي: هذا من؟، كما ويقال (دامن، أو دامين) بإمالة بسيطة تشبه زيادة الياء في الوسط. وتستخدم (وين) بمعنى (أين) كقولهم: وين رحت؟ أي أين ذهبت؟، وهكذا.
ز- تحويل الحركات حروفاً:
ففي فعل الأمر (زد) يقال في اللهجة القطيفية (زيد)، وبدل (قل) يقال (قول)، وفي (نم) يقال (نام) وهكذا.

المصدر
واحة القطيف

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More